المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التربية والتعليم .....أيام زمااااااان



عبير الورد
04-12-2008, 02:25 PM
المربي عثمان أبو سيدو:. نصف قرن في التربية والتعليم



http://forum.moalem.net/file/2008/04/20.jpg

القبس -العدد 12524 - 23/03/2007 أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات 'من قديم الكويت' نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، ومادام الحنين إلى الأيام الخوالي، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين، من مختلف الجنسيات، الذين قدموا الى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله، وما زالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان هذا التواصل والعطاء ليستمر لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم.
لقاؤنا هذا الأسبوع مع شخصية تربوية ساهم صاحبها على مدى نصف قرن بشكل فاعل في بناء النهضة التربوية والتعليمية في الكويت، وله بصمات واضحة يحملها بكل فخر واعتزاز طلبته من وزراء ودبلوماسيين ورجال دين وعلم، أطباء ومهندسين ومدرسين.
حديث الذكريات مع المربي الفاضل الاستاذ عثمان احمد ابو سيدو الذي دخل الكويت ،1960 والذي استهل حديثه بالقول: كان المرحوم عبدالعزيز حسين في نهاية الخمسينات يقوم بإجراء مقابلات شخصية مع عدد من المربين من ابناء قطاع غرة، الذي كان تحت الرعاية المصرية، للتعاقد معهم للعمل في مدارس الكويت .
وأنا كنت من بين هؤلاء المدرسين، حيث نقلنا من مطار العريش الى مطار النزهة واستغرقت الرحلة 6 ساعات وكان المطار عبارة عن الشينكو (صفائح الحديد).

واضاف ابو سيدو: كان الشيخ عبدالله الجابر الصباح اول مدير لدائرة المعارف، وللحق والتاريخ فقد عاصرت عددا من وزراء التربية، وكان الشيخ عبدالله الجابر سابقا لعصره في تفكيره وطموحه نحو العمل التربوي والتعليمي.

روح التحدي
وقال أبو سيدو: لقد حرصت التربية قديما على نوعية المناهج التربوية وخصوصا في المرحلة الابتدائية، التي تعد الاساس والبنية الحقيقية للإنسان، حيث يحاكي حياتنا الاجتماعية، وروح التحدي لأهل الكويت، في الغوص والسفر والدفاع عن ارض الوطن وروح الاسرة الواحدة، والولاء الحقيقي لتراب الكويت والتضحية لأجله، وللأسف نفتقد منذ سنوات مناهج التربية الوطنية وحتى المنشآت التي كانت تقام لخدمات طويلة المدى واحتمالات الزيادة في المستقبل، والدليل ما زال شاهدا حتى يومنا هذا في ثانوية الشويخ للبنين، وثانوية الخالدية للبنات التي اصبحت جامعة منذ تأسيسها حتى يومنا هذا.

الجدول المدرسي
وقال: كان الجدول حافلا بكل ما يحتاجه الطالب، ويكشف مواهبه لصقلها وتنميتها وتوجيه الطالب نحو هذه الهواية اضافة الى المناهج العلمية والادبية والتاريخية.
وكانت الانشطة تضم المسرح، وناديا للغة العربية والانكليزية، والنشاط الاذاعي والفني والموسيقي، ونشاط الصحافة والكشافة، وانشطة دينية واجتماعية، وكانت انجازاتها رائدة ومتميزة في تلك الفترة، وخرجت كبار الممثلين امثال فؤاد الشطي وعبدالرحمن العقل.

المدارس القديمة
وتحدث عن ذكرياته التربوية فقال: كانت المدرسة مؤسسة تربوية متكاملة، كان المدرس بمنزلة الاب الثاني للطالب، يتابعه ويشرف عليه جسديا وعقليا وثقافيا ودينيا واحيانا اجتماعيا. وكان المدرس حريصا على ان يكون الطالب نظيفا في شكله وملبسه، وكان في كل مدرسة حلاق لقص شعر الطالب، وممرضة وطبيب يزورها لعدة ايام في الاسبوع.
والوزارة كانت توفر لهم وجبتي الافطار والغداء والملابس والاحذية.
وابتسم ابوسيدو قائلا: اما مدرسو اليوم، فحدث ولا حرج، وللأسف فإن البعض ينظر الى التعليم كمهنة وهي بالاساس رسالة، وكنت اذهب الى بيوت الطلبة الذين يتغيبون عن المدرسة اجمعهم واقوم بإرشادهم وانصحهم بعدم الغياب، وكان ولي الامر ايجابيا بشكل منقطع النظير، وكانت كلماته مشهورة 'لك اللحم ولنا العظام'.
وقال المربي ابو سيدو: انني اليوم اشعر بالفخر والاعتزاز والسعادة وانا ارى العديد من مسؤولي الدولة من تلاميذي منهم: الدكتور عبدالرحمن المحيلان وزير الصحة الأسبق، والنائب مسلم البراك والشيخ محمد الفوزان وعبداللطيف العوضي وغيرهم.
وقال: لقد عملت إماما لمسجد خيطان لمدة 13 عاما من دون راتب، ومتطوعا لجميع الصلوات، كما تم اختياري مسؤولا عن احصاء عام 1965 عن منطقة الفروانية وجليب الشيوخ والعباسية ومنطقة العشيش.

المرحلة الابتدائية
وتذكر النظام الشامل الذي كان يقوم به المدرس في تلك الفترة حيث يقوم بتدريس اللغة العربية والحساب والدين والعلوم، نظام قرب الطالب من المدرس ويجعل المدرس أكثر عطفا عليه وتواصلا معه، وانا اول مدرس ادخل نظام البيع والشراء في الفصل في مادة الحساب حيث احضرت الالعاب والشوكولاتة، ويتم تسليم البضاعة بالحساب بالروبيات والآنات وتسلمت رسالة شكر وتقدير من المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح على هذا الاسلوب التربوي المميز.

الوزارة.. المدرسون
وقال: كانت الوزارة في السابق تخصص لنا زيارات رسمية لعدد من مرافق الدولة خلال عطلة الربيع كالإذاعة ومواقع النفط والزراعة، ومتحف الكويت للتعرف على الكويت وحضارتها، وكانت الاندية الصيفية تمثل النواة الحقيقية لانطلاق المواهب واكتشافها، وكانت الوزارة تختار المعلم الموهوب في فن التعبير الذي يجعل المتعلم قادرا على التعبير عن ذاته، وذكر ابو سيدو ان المعلم كانت له حكمة تربوية مثل 'العسل المصفى' والمعلم الحكيم مثل النحلة النشيطة تزور مئات الزهرات في مئات الحقول، وكانت الوزارة تختار المعلم الذي يعانق التربية بلهفة وإخلاص وكان يتحول بين الطلاب في حقول المدرسة مفتوح العين والقلب والعقل.. كان يقرأ مئات الكتب لتمنحه مادة يكون منها عصير الحكمة التربوية، كما تكون النحلة عسلها غذاء وشفاء، وكان محبا للعملة، ويحث طلابه على محبة الاملاك العامة، ومحبة العلم والوطن، وكان مؤثرا في طلابه ويعلم مبادئ ولا ينفعل بها، والان كيف نصل الى ذلك المستوى؟
وليعلم الجميع ان التربية تعني الحياة، وهي حركة منوعة الاتجاهات.

محو الأمية
وتحدث المربي أبوسيدو عن حملة محو الأمية مع بداية الستينات حيث قامت التوعية بين الموظفين في الشرطة والجيش والوزارات قائلا:
كنا نرسل كشف الغياب والحضور إلى الوزارة التابع لها، وكان المركز تابعا لوزارة الشؤون ثم تحول إلى التربية وكانت تتم مساءلة الموظف عن غيابه، وعدم ترقيته، وكان الكل يشعر بأن قطار العلم إذا فاته في الصغر لحق به في الكبر، وأنا عملت في مجال محو الأمية لمدة 20 عاما.

الدروس الخصوصية
وقال: الدروس الخصوصية اليوم ليست تجارة... ولا شطارة، ولكنها ضحك على الذقون، وتحايل على القانون، وكنا قديما نقوم بتقديم الدروس الخصوصية للطلبة الضعاف ولكن خلال حصص النشاط، وقبل الدوام الصباحي، ولم نتقاض عنها أي مبلغ، فهي رسالة مكملة لرسالة المعلم الذي يزرع البذرة يسقيها ويحميها من أشعة الشمس، وأنا الآن أفخر وأبكي عندما أجد طلبتي تقلدوا مناصب قيادية في الدولة، كما أجد من يمسك بيدي ويقبل رأسي وأنا أرجع لبعض المعاملات، هذا هو الوفاء الذي يعوضني عن سنوات الجهد والإخلاص في العمل في الكويت لنصف قرن تقريبا.
الغزو الصدامي
وتحدث عن 1990/8/2 الذي طلب من أولاده التطوع ورد الجميل لأهلها، وما تعرض له من مطاردة ضباط وجنود الاحتلال للإمساك به.
وقال أبوسيدو: وقد تلقينا دروعا وشهادات الشكر والتقدير من المسؤولين في المقاومة والدولة، ولقد بكيت مرتين في هذه المرحلة: المرة الأولى عندما اعتلى أمير الكويت رحمه الله منصة الأمم المتحدة وتحشرج صوته أمام زعماء العالم وممثليهم مطالبا العالم بالوقوف معه لتحرير وطنه وعودة شعبه فوقفوا جميعا يصفقون له وهي تعد أول مبادرة في تاريخ الأمم المتحدة، والمرة الثانية التي بكيت فيها ولكن من الفرح عندما سجد على أرض الكويت، شكرا لربه على عودته إلى أرض الوطن بعد تحريره.

الأمثال العامية
وتحدث عن القول السائر المصطلح بين عامة الناس، لكي يعرف الشيء من حوادث مشابهة، وما قاله اهل التجربة والخبرة والعقلاء من القدماء في هذه الديرة الطيبة.
وقال ابو سيدو: كنا نخاطب طلابنا بالامثال الكويتية التي حفظناها خلال نصف قرن، لما لها في النفوس من قبول واستحسان، وصفات تجمع الكلام والواقع، والله سبحانه وتعالي ضرب امثالا في محكم كتابه 'ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى اكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون'.
وحتى في تاريخنا العربي كان المثل يضرب واكثر قبولا من الشعر الخطابة، وقال ابن عبد ربه 'هي وشي الكلام وجوهر اللفظ، وحلي المعاني، فهي ابقى من الشعر واشرف من الخطابة'.
واضاف ابو سيدو: ولخوفي من ان تندثر هذه الامثال بين الجيل الحالي، علينا ان نركز عليها في الاعلام والمدارس ومنها مثلا 'كن وسطا وامش جانبا' يضرب للسكوت وعدم التدخل فيما لا يعنيك، 'عشب ولا بعير' يضرب لمن يهبه الله مالا وليس له بكفء. 'رزق الله لا كدك' يقال لمن يجهد نفسه في طلب الرزق. 'ما حج ولكنه دج' كنا نقوله للطالب الذي يأتي إلى المدرسة ولكنه غير مبال بالدراسة، مثل من حج ثم افسد حجه.
وكنا نضرب المثل في ذم الكسل والبطالة وعدم الاهتمام بالدراسة 'عود ولا القعود'. اما الطالب الضعيف او المهمل عندما ينجح فنقول له: 'العوض ولا القطيعة'.. وهناك امثال كثيرة لها معان في نفوسنا والطلاب كانوا يتأثرون بها اذكرها: 'لا توصى الحريص، اختلط الليل بالتراب، الطول طول انخلة والعقل عقل اسخلة، حذفت عصا، خشمك منك لو كان عوي، بغى يكحلها عماها، ما يعرف كوعه من بوعه، مكسورة وتبرد، من حضر عنزة جابت عناق، في فمي ماء' وهل ينطق من في فيه ماء؟
وعن الأماكن قال: في الكويت أماكن كثيرة وعديدة ومعروفة، وأنا كنت من سكان بعضها، وكنا نشرح لأولادنا معنى هذه الاسماء فمنها: خيطان المنطقة التي سكنت فيها في الستينات وعملت في مدارسها، فهي أبرق بمعنى برقت، وعرفت بمكان لمع البرق، أو كل ما تلألأ وبرق، وكما عرفت من الأولين ان خيطان هو اسم رجل من العتبان نزل الكويت وانعزل عن الناس في هذه القطعة حتى كبرت وصارت قرية سميت باسمه، وهو مكان مرتفع كان غنيا بالعشب والرعي والزرع، ويقال ان الرجل اذا قصد مكان البرق يقال له ابرق ذهب الى مخيلة المطر،
'إذا خشيت منه الصريمة أبرقت
له برقة من خلب غير ماطر'.
أما ضاحية اليرموك فكانت مقرا لسكراب السيارات، وبعد ذلك اصبحت موقعا لاحتفالات الاعياد والسيرك المصري، والآن اصبحت منطقة سكنية تأسست 1975 والتسمية نسبة الى موقعة اليرموك بين العرب والبيزنطيين سنة 634م ناحية الشام.
المقوع أو المكوع هي في شمال مدينة الأحمدي، من سكانها عمال النفط، ففي عام 1951 اكتشف فيها النفط، وهناك مقوع في الحي الشرقي من الديرة، فيها الجص الذي يحرق للبناء (طين أبيض والمكان يسمى مجاص) وأغني أماكن الجص الحزام الاخضر والفروانية التي كانت تسمى الدومنة اي الارض المحروقة.
وقال: كنا نبين ونشرح للطلاب معنى كلمة 'خبرة' لأن الخباري يتجمع فيها ماء المطر وهي كثيرة على ارض الكويت فهناك خبرة ام العيش في منطقة الروضتين، وخبرة ام الروس جنوب الجهراء، وخبرة الثميلة في منطقة كاظمة، وفي الكويت حوالي (21 خبرة) شقت بعضها للزراعة ولشرب الاغنام، وكانت القوافل تتجمع حولها.
واختتم ابو سيدو اللقاء بالحديث عن غزة قائلا: انا من مواليد 1928 في مدينة غزة (جنوبي فلسطين) وتعني الكلمة 'خص' في اللغة الكنعانية، ويذكر ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان 'اغتز فلان بفلان أي اختصه من بين اصحابه، وقد قيل ايضا ان غزة تعني القوة او المنعة، وسماها الكنعانيون بمعنى الكنز.
وغزة مشهورة بمسجد سيدنا هاشم بن عبد مناف بن قصي جد الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، اثناء تجارته بين مكة والشام ومشهورة برحلتي الشتاء والصيف الى اليمن في الشتاء، ورحلة الصيف الى الشام توفي ودفن في غزة.

الغطاوي الكويتية

تذكر أبو سيدو الألغاز الشعبية التي كانت تشكل موضوعا طريفا تنافسيا بين الطلاب وقت الأنشطة، وحتى في أثناء الدرس إذا شعرنا بأن طلابنا ملوا شيئا ما، وكانت ديوانيات الكويت تمرح وتلعب بالغطاوي وتكون المباريات بين روادها، تنمية للعقل والنفس، وهي رياضة ذهنية، فكان الكويتي يتفنن في الألغاز ويدفع الأبناء الى ممارسة مهارة التفكير.
وأضاف أبو سيدو: أين أولادنا الآن عن هذه الغطاوي ومعلوماتها وحلها ولذتها؟ نعم كانت رائعة وأذكر منها: تهزني وأهزها، أكرف وأحط بعزها.
اسمه على اسم النبي، مصرول بالحطب، يسجد له الشايب والصبي، اسمه على جسمه، اخضر بالبر، أسود بالسوق، احمر بالبيت، يحمل اثقل الاحمال ولا يحمل إبرة، حازم وسطه وناشر كشته.

وادي المسك
04-23-2008, 06:54 PM
ما شاء الله تبارك الله ..صورته تشع نور وبركه ...وتوحي بأنه مدرسه ..