الاحساس
03-31-2007, 05:26 PM
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
لقد جرَّب هذه الطريقة عدد كبير من الآباء، ووجدوا فيها حلولاً لمشاكلهم في تربية أبنائهم، وحصلوا على نتائج أفضل في وقت قليل، لقد تعلَّم أطفالهم كيف يحبُّون أنفسهم، ويسعون لتطوير سلوكهم نحو الأفضل، وعرفوا متعة الحياة الهنيئة في بيت متكافل خال من البغض .
يقول الدكتور "سبنسر جونسون" في كتابه "أب الدقيقة الواحدة": ربَّما تشعر في بداية تطبيقه بأنَّه أسلوب غريب، ولكنك سترتاح بعد ذلك وتمارسه بشكل طبيعي".
أخبر أبناءك أولاً بأنَّك لا تريد أن تحكمهم أو يحكموك، ولا تريد أن تكون دكتاتوراً في البيت، وأنَّه ستكون هناك بداية جديدة لطريق التأديب، دع أبناءك يشعرون بعدم الرضا عن تصرفهم الخاطئ، ولكن بالرضا عن أنفسهم.
إذا ارتكب ابنك خطأ ما انظر في عينيه مباشرة، وأعد عليه ما فعله باختصار دون أن يأخذ من وقتك إلا ثوان معدودات، أشعره بعدها أنَّك غاضب من فعله ودعه يشعر بما تحسُّ به في النصف الأول من الدقيقة، فلا يكفى أن يتلقّى الإبن أو الإبنة التأنيب، ولكن المهم جداً أن يشعروا بهذا التأنيب، دعه يشعر بأنَّه لا يحب ما فعل، وقد يرافق ذلك إحساس بالانزعاج منك، فما من أحد يريد أن يؤنَّب أو يوبَّخ، خذ نَفَساً عميقاً بعد ذلك، واشعر بالهدوء النفسي، ثم انظر إلى وجهه في نصف الدقيقة الثاني، بطريقة تجعله يشعر أنَّك إلى جانبه وليس ضدَّه، وأنَّك تحبُّه ولكنك لا تحبُّ سلوكه فقط، أخبره أنَّه ولد طيِّب، وأنّك راض عنه، ولكنّك لست راضٍ عن سلوكه، وأنّك ما أنَّبته إلاّ لأنَّك تحبه، ضم ابنك إلى صدرك بقوة حتى تشعره بأنَّ التأنيب قد انتهى.
سيشعر أبناؤك بعد حين، أولاً أنَّ تصرفاتهم السيئة لن تمرَّ دون محاسبة، وثانياً أنهم أبناء طيبون، وثالثاً أنّهم محبوبون من قبل أبويهم.
وهكذا يشعر الأطفال أنَّ عليهم أن يكونوا صادقين مع آبائهم، يأتون إليهم يعبِّرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم، يشعرون بالغضب من أنفسهم عندما يسيئون التصرف، ثمّ يعبِّرون عن حبهم لأبويهم.
وإذا عاد ابنك متأخراً إلى البيت، وكان قد كرَّر تأخره خلال الاسبوع، انظر إلى عينيه مباشراً، وقل له: "لقد عدت متأخراً، وكرَّرت ذلك للمرَّة الثانية هذا الاسبوع". ثمّ ينبغي أن تعبِّر عن حقيقة شعورك بالغضب بقولك: "أنا غاضب منك وحزين أنَّك كررت ذلك مرتين".
سيشعر ابنك بعد كلامك المختصر معه، والمعبِّر بصدق عن شعورك نحو تصرفه أنَّه لا يحب ما فعل، إذ لا يرغب أحد منَّا أن يؤنبه أحد، وهذا بالضبط ما تريده في النصف الأول من الدقيقة: تريد ابنك أن يشعر بأنَّه غير مرتاح.
ولكن ماذا تفعل إذا شعرك ابنك بالضيق، وأخذ يدافع عن نفسه؟ هنا ينبغي أن تكمل النصف الآخر من الدقيقة، فهو مفتاح النجاح لعملية التأنيب التي تقوم بها.
انظر إلى وجهه واجعله يشعر بأنَّك لست ضدّه، وقل له ما يريد سماعه منك، من أنه شخص طيب، ولكنك غير راض عن سلوكه الليلة، وأنَّ هذا الأمر يزعجك ، ثم ضمّه إلى صدرك بقوة حتى تعلمه أنَّ التأنيب قد انتهى دون أن تذكر له ذلك.
وهكذا؛ ففي النصف الأول من الدقيقة قمت بتوبيخ طفلك بأسرع وقت ممكن، وحدَّدت له ما فعل، وعبَّرت عن شعورك بالغضب تجاه ما قام به. أمَّا النصف الآخر من الدقيقة ففيه لحظات هدوء ومحبَّة ومنح للثقة.
وبهذه الطريقة يشعر ابنك أن الأمر أشد إيلاماً من أسلوب العنف والضرب، وأنَّ تصرفاته السيئة لن تمرَّ دون حساب .
والحقيقة أنَّ الإمام الغزالي ـ رحمه الله تعالى ـ قد تنبَّه إلى هذا الأسلوب قبل ذلك بقرون عديدة، فقال في معالجة خطأ الطفل: " ينبغي أن يعاتب الولد سرَّاً، ويعظم الأمر فيه، ويقال له: إيَّاك أن تعود بعد ذلك لمثل هذا. ولا تكثر القول عليه بالعتاب في كلّ حين، فإنَّه يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح، ويسقط وقع الكلام من قلبه".
امدحه في دقيقة
إذا قام ابنك بعمل يستحق المدح، فاجعله يشعر بالسعادة حينما يحسن مثلما أنّك وبَّخته حين أساء، لاحظ أبناءك حينما يحسنون التصرف، وحدد لهم السلوك الحسن الذي استحقوا عليه المدح .
وأخبرهم ـ في نصف الدقيقة الأولى ـ بما فعلوه، وأنَّ هذا الأمر قد جعلك سعيداً. توقَّف بعدها عن الكلام لثوان معدودات، فصمتك يشعرهم بالرضا عن أنفسهم، ثمّ أخبرهم أنَّك تحبهم، واختم مديحك بالاحتضان أو بلمسة حانية على الرأس، وكلّ ذلك لن يأخذ منك أكثر من دقيقة ، ولكن شعورهم بالرضا عن أنفسهم سيواكبهم طيلة حياتهم، وربما كان مديح الدقيقة الواحدة أجمل هدية يقدِّمها الأبوان للأبناء.
قراءة الأهداف في دقيقة
رغبة الأطفال في تحسين سلوكهم تتولَّد من رضاهم عن أنفسهم، وحين يشعر الطفل بذلك الرضا يزداد رغبة في تطوير نفسه وتهذيب سلوكه.
وما من أحد منَّا إلا ويريد أن يكون أبناؤه أقوياء، واثقين بالله ، ثم بأنفسهم، قادرين على تحقيق غاياتهم، ولكن هل حقّاً نشارك أبناءنا في التخطيط لتطوير أنفسهم؟
حاول أن تجلس مع أبنائك قبل عطلة نهاية الأسبوع، اسألهم كيف يريدون قضاءها، دعهم يضعون خطَّة يحددون فيها أهدافهم، وما سيفعلونه في تلك العطلة.
اجمع تلك الأهداف، ودعهم ينظرون إليها خلال دقيقة واحدة، ثمّ يرى كلّ واحد فيما إذا كانت تلك الأهداف تتوافق مع سلوكهم، فواحد يضع خطة يضبط فيها طريقة تحدُّثه مع الآخرين مثلاً، فلا يتحدَّث بصوت مرتفع يزعج من حوله، وآخر يضع هدفه تصحيح طريقة مشيه إذا كانت مشيته غير مألوفة خلال فترة معينة، وهكذا.
وينظر كلّ فرد إلى أهدافه الخاصة، ويلاحظ فيما إذا كان سلوكه ينسجم مع أهدافه، ولن يستغرق ذلك أكثر من دقيقة واحدة، وهكذا يشعر الأبناء بالثقة بالنفس، والقدرة على إدارة شؤون الحياة، فتصبح حياتهم أكثر إشراقاً وحيوية
لقد جرَّب هذه الطريقة عدد كبير من الآباء، ووجدوا فيها حلولاً لمشاكلهم في تربية أبنائهم، وحصلوا على نتائج أفضل في وقت قليل، لقد تعلَّم أطفالهم كيف يحبُّون أنفسهم، ويسعون لتطوير سلوكهم نحو الأفضل، وعرفوا متعة الحياة الهنيئة في بيت متكافل خال من البغض .
يقول الدكتور "سبنسر جونسون" في كتابه "أب الدقيقة الواحدة": ربَّما تشعر في بداية تطبيقه بأنَّه أسلوب غريب، ولكنك سترتاح بعد ذلك وتمارسه بشكل طبيعي".
أخبر أبناءك أولاً بأنَّك لا تريد أن تحكمهم أو يحكموك، ولا تريد أن تكون دكتاتوراً في البيت، وأنَّه ستكون هناك بداية جديدة لطريق التأديب، دع أبناءك يشعرون بعدم الرضا عن تصرفهم الخاطئ، ولكن بالرضا عن أنفسهم.
إذا ارتكب ابنك خطأ ما انظر في عينيه مباشرة، وأعد عليه ما فعله باختصار دون أن يأخذ من وقتك إلا ثوان معدودات، أشعره بعدها أنَّك غاضب من فعله ودعه يشعر بما تحسُّ به في النصف الأول من الدقيقة، فلا يكفى أن يتلقّى الإبن أو الإبنة التأنيب، ولكن المهم جداً أن يشعروا بهذا التأنيب، دعه يشعر بأنَّه لا يحب ما فعل، وقد يرافق ذلك إحساس بالانزعاج منك، فما من أحد يريد أن يؤنَّب أو يوبَّخ، خذ نَفَساً عميقاً بعد ذلك، واشعر بالهدوء النفسي، ثم انظر إلى وجهه في نصف الدقيقة الثاني، بطريقة تجعله يشعر أنَّك إلى جانبه وليس ضدَّه، وأنَّك تحبُّه ولكنك لا تحبُّ سلوكه فقط، أخبره أنَّه ولد طيِّب، وأنّك راض عنه، ولكنّك لست راضٍ عن سلوكه، وأنّك ما أنَّبته إلاّ لأنَّك تحبه، ضم ابنك إلى صدرك بقوة حتى تشعره بأنَّ التأنيب قد انتهى.
سيشعر أبناؤك بعد حين، أولاً أنَّ تصرفاتهم السيئة لن تمرَّ دون محاسبة، وثانياً أنهم أبناء طيبون، وثالثاً أنّهم محبوبون من قبل أبويهم.
وهكذا يشعر الأطفال أنَّ عليهم أن يكونوا صادقين مع آبائهم، يأتون إليهم يعبِّرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم، يشعرون بالغضب من أنفسهم عندما يسيئون التصرف، ثمّ يعبِّرون عن حبهم لأبويهم.
وإذا عاد ابنك متأخراً إلى البيت، وكان قد كرَّر تأخره خلال الاسبوع، انظر إلى عينيه مباشراً، وقل له: "لقد عدت متأخراً، وكرَّرت ذلك للمرَّة الثانية هذا الاسبوع". ثمّ ينبغي أن تعبِّر عن حقيقة شعورك بالغضب بقولك: "أنا غاضب منك وحزين أنَّك كررت ذلك مرتين".
سيشعر ابنك بعد كلامك المختصر معه، والمعبِّر بصدق عن شعورك نحو تصرفه أنَّه لا يحب ما فعل، إذ لا يرغب أحد منَّا أن يؤنبه أحد، وهذا بالضبط ما تريده في النصف الأول من الدقيقة: تريد ابنك أن يشعر بأنَّه غير مرتاح.
ولكن ماذا تفعل إذا شعرك ابنك بالضيق، وأخذ يدافع عن نفسه؟ هنا ينبغي أن تكمل النصف الآخر من الدقيقة، فهو مفتاح النجاح لعملية التأنيب التي تقوم بها.
انظر إلى وجهه واجعله يشعر بأنَّك لست ضدّه، وقل له ما يريد سماعه منك، من أنه شخص طيب، ولكنك غير راض عن سلوكه الليلة، وأنَّ هذا الأمر يزعجك ، ثم ضمّه إلى صدرك بقوة حتى تعلمه أنَّ التأنيب قد انتهى دون أن تذكر له ذلك.
وهكذا؛ ففي النصف الأول من الدقيقة قمت بتوبيخ طفلك بأسرع وقت ممكن، وحدَّدت له ما فعل، وعبَّرت عن شعورك بالغضب تجاه ما قام به. أمَّا النصف الآخر من الدقيقة ففيه لحظات هدوء ومحبَّة ومنح للثقة.
وبهذه الطريقة يشعر ابنك أن الأمر أشد إيلاماً من أسلوب العنف والضرب، وأنَّ تصرفاته السيئة لن تمرَّ دون حساب .
والحقيقة أنَّ الإمام الغزالي ـ رحمه الله تعالى ـ قد تنبَّه إلى هذا الأسلوب قبل ذلك بقرون عديدة، فقال في معالجة خطأ الطفل: " ينبغي أن يعاتب الولد سرَّاً، ويعظم الأمر فيه، ويقال له: إيَّاك أن تعود بعد ذلك لمثل هذا. ولا تكثر القول عليه بالعتاب في كلّ حين، فإنَّه يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح، ويسقط وقع الكلام من قلبه".
امدحه في دقيقة
إذا قام ابنك بعمل يستحق المدح، فاجعله يشعر بالسعادة حينما يحسن مثلما أنّك وبَّخته حين أساء، لاحظ أبناءك حينما يحسنون التصرف، وحدد لهم السلوك الحسن الذي استحقوا عليه المدح .
وأخبرهم ـ في نصف الدقيقة الأولى ـ بما فعلوه، وأنَّ هذا الأمر قد جعلك سعيداً. توقَّف بعدها عن الكلام لثوان معدودات، فصمتك يشعرهم بالرضا عن أنفسهم، ثمّ أخبرهم أنَّك تحبهم، واختم مديحك بالاحتضان أو بلمسة حانية على الرأس، وكلّ ذلك لن يأخذ منك أكثر من دقيقة ، ولكن شعورهم بالرضا عن أنفسهم سيواكبهم طيلة حياتهم، وربما كان مديح الدقيقة الواحدة أجمل هدية يقدِّمها الأبوان للأبناء.
قراءة الأهداف في دقيقة
رغبة الأطفال في تحسين سلوكهم تتولَّد من رضاهم عن أنفسهم، وحين يشعر الطفل بذلك الرضا يزداد رغبة في تطوير نفسه وتهذيب سلوكه.
وما من أحد منَّا إلا ويريد أن يكون أبناؤه أقوياء، واثقين بالله ، ثم بأنفسهم، قادرين على تحقيق غاياتهم، ولكن هل حقّاً نشارك أبناءنا في التخطيط لتطوير أنفسهم؟
حاول أن تجلس مع أبنائك قبل عطلة نهاية الأسبوع، اسألهم كيف يريدون قضاءها، دعهم يضعون خطَّة يحددون فيها أهدافهم، وما سيفعلونه في تلك العطلة.
اجمع تلك الأهداف، ودعهم ينظرون إليها خلال دقيقة واحدة، ثمّ يرى كلّ واحد فيما إذا كانت تلك الأهداف تتوافق مع سلوكهم، فواحد يضع خطة يضبط فيها طريقة تحدُّثه مع الآخرين مثلاً، فلا يتحدَّث بصوت مرتفع يزعج من حوله، وآخر يضع هدفه تصحيح طريقة مشيه إذا كانت مشيته غير مألوفة خلال فترة معينة، وهكذا.
وينظر كلّ فرد إلى أهدافه الخاصة، ويلاحظ فيما إذا كان سلوكه ينسجم مع أهدافه، ولن يستغرق ذلك أكثر من دقيقة واحدة، وهكذا يشعر الأبناء بالثقة بالنفس، والقدرة على إدارة شؤون الحياة، فتصبح حياتهم أكثر إشراقاً وحيوية