عبير الورد
03-14-2008, 02:59 PM
الخبر
«لم تنعقد جلسة ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب عدم توافر النصاب،
وعدم حضور نواب كان بينهم من طلب عقد هذه الجلسة»،
لم يفاجئني ما قرأته، فهذا السلوك لا يقتصر على بعض الاخوة النواب بل هو شائع في المجتمع، حيث يكتفي الكثيرون منا بإبراء الذمة دون انجاز المهمة، وينسى أنه يوما ما سيكون من ذوي الاحتياجات الخاصة، فالمسنون هم من هذه الفئة المنسية حيث نكتفي بإصدار «قانون للمسنين» لا أهمية له في غياب المرافق التي يحتاجها المسن، والخدمات حيث يجهل أقرب الناس إليه كيف يقدمها له، فالمسألة لا تعني بالضرورة العقوق - وان كان ذلك شائعا - بل حتى الراغب في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقد العناصر التي تعينه على أداء هذه المهمة الجليلة.
للتوضيح،
الأطفال العاديون هم من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا أن الناس يتبادلون الخبرات في كيفية التعامل مع الطفل ويثقفون الأم الجديدة عبر مختلف وسائل التثقيف، وتتوافر مدارس حضانة للمراحل المبكرة.. الخ، هذه الأمور غير متوافرة للمسن الذي يشبه في احتياجاته الطفل في حاجته للمرافقة، بل إن الطفل إذا جاع فإنه يبكي ولكن المسن إذا أهمله أهله فإنه يأكل ما لا يناسبه، وربما أعطوه ما لا يكفيه من الطعام ولا يعرف المسكين شيئا سوى الصمت، لهذا تصيب المسن تقرحات في جلده فيتقزز منه الذين هم حوله، بينما في حالة الطفل يتفحصونها باهتمام كامل، ويشرحون حالته للطبيب بالكثير من القلق والاهتمام.
نعم، كلنا من ذوي الاحتياجات الخاصة،
وليس تفضلا منا أن نتتبع قضاياهم، فهم جزء رئيسي من مكونات المجتمع، ومن أبرز حاجاتهم ألا يتم عزلهم وأن تجهز كل المرافق بشكل يناسبهم، المسن الذي يكون في كامل وعيه وقدرته كبيرة على التواصل لا يجوز أن يتم إيداعه في دار للمسنين أو أن يتناساه أهله بين أربعة جدران، لابد أن تهيأ مرافق تناسبه، مثلما فعل المجتمع مع بقية الفئات العمرية، من أندية ودور حضانة بل حتى شاطئ سباحة للسيدات فقط.. الخ، ولو أننا بدأنا المسيرة لتفتحت لنا فرص استثمارية - هناك من يحب هذه اللغة - لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتوالى الخدمات العامة الملائمة لاحتياجاتهم، وقد جاء في الحديث «إنما تنصرون بضعفائكم».
كلمة أخيرة:
شاهد عمر الخليفة أبابكر الصديق رضي الله عنهما يخرج من بيت قبيل صلاة الفجر، فدخله وإذا بامرأة عجوز عمياء مقعدة، فسألها: «هذا الذي خرج من عندك الآن، ما شأنه؟»، فقالت: «لا أعرفه، يأتي كل يوم قبل الفجر فيعد لي العجين ويضع لي الماء وما أحتاج إليه، ثم يعود بعد الصلاة فيخبز لي ويقوم على نظافة داري، جزاه الله خيرا»، فخرج عمر وهو يقول: «ثكلتك أمك يابن الخطاب، أعثرات أبي بكر تتتبع؟».
فيصل الزامل
الأربعاء 12 مارس 2008 - الانباء
نحن مقصرووون تجاه كبار السن بالفعل
مقالة جميلة واقتراحات اجمل
«لم تنعقد جلسة ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب عدم توافر النصاب،
وعدم حضور نواب كان بينهم من طلب عقد هذه الجلسة»،
لم يفاجئني ما قرأته، فهذا السلوك لا يقتصر على بعض الاخوة النواب بل هو شائع في المجتمع، حيث يكتفي الكثيرون منا بإبراء الذمة دون انجاز المهمة، وينسى أنه يوما ما سيكون من ذوي الاحتياجات الخاصة، فالمسنون هم من هذه الفئة المنسية حيث نكتفي بإصدار «قانون للمسنين» لا أهمية له في غياب المرافق التي يحتاجها المسن، والخدمات حيث يجهل أقرب الناس إليه كيف يقدمها له، فالمسألة لا تعني بالضرورة العقوق - وان كان ذلك شائعا - بل حتى الراغب في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقد العناصر التي تعينه على أداء هذه المهمة الجليلة.
للتوضيح،
الأطفال العاديون هم من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا أن الناس يتبادلون الخبرات في كيفية التعامل مع الطفل ويثقفون الأم الجديدة عبر مختلف وسائل التثقيف، وتتوافر مدارس حضانة للمراحل المبكرة.. الخ، هذه الأمور غير متوافرة للمسن الذي يشبه في احتياجاته الطفل في حاجته للمرافقة، بل إن الطفل إذا جاع فإنه يبكي ولكن المسن إذا أهمله أهله فإنه يأكل ما لا يناسبه، وربما أعطوه ما لا يكفيه من الطعام ولا يعرف المسكين شيئا سوى الصمت، لهذا تصيب المسن تقرحات في جلده فيتقزز منه الذين هم حوله، بينما في حالة الطفل يتفحصونها باهتمام كامل، ويشرحون حالته للطبيب بالكثير من القلق والاهتمام.
نعم، كلنا من ذوي الاحتياجات الخاصة،
وليس تفضلا منا أن نتتبع قضاياهم، فهم جزء رئيسي من مكونات المجتمع، ومن أبرز حاجاتهم ألا يتم عزلهم وأن تجهز كل المرافق بشكل يناسبهم، المسن الذي يكون في كامل وعيه وقدرته كبيرة على التواصل لا يجوز أن يتم إيداعه في دار للمسنين أو أن يتناساه أهله بين أربعة جدران، لابد أن تهيأ مرافق تناسبه، مثلما فعل المجتمع مع بقية الفئات العمرية، من أندية ودور حضانة بل حتى شاطئ سباحة للسيدات فقط.. الخ، ولو أننا بدأنا المسيرة لتفتحت لنا فرص استثمارية - هناك من يحب هذه اللغة - لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتوالى الخدمات العامة الملائمة لاحتياجاتهم، وقد جاء في الحديث «إنما تنصرون بضعفائكم».
كلمة أخيرة:
شاهد عمر الخليفة أبابكر الصديق رضي الله عنهما يخرج من بيت قبيل صلاة الفجر، فدخله وإذا بامرأة عجوز عمياء مقعدة، فسألها: «هذا الذي خرج من عندك الآن، ما شأنه؟»، فقالت: «لا أعرفه، يأتي كل يوم قبل الفجر فيعد لي العجين ويضع لي الماء وما أحتاج إليه، ثم يعود بعد الصلاة فيخبز لي ويقوم على نظافة داري، جزاه الله خيرا»، فخرج عمر وهو يقول: «ثكلتك أمك يابن الخطاب، أعثرات أبي بكر تتتبع؟».
فيصل الزامل
الأربعاء 12 مارس 2008 - الانباء
نحن مقصرووون تجاه كبار السن بالفعل
مقالة جميلة واقتراحات اجمل