فهد الشمري
03-10-2008, 12:19 AM
نشرت جريدة الرأي العام مقالة للكاتب عامر الفالح احببت ان تشاركوني الرأي
هذا نصها :
الطيور طارت بأرزاقها ونهنئ الكوادر الثلاثة أصحاب الحظ السعيد وجمعياتهم التي لمنتسبيها كل الحق أن يفخروا بقياداتها ونعزي من لم يكن الحظ حليفه في معركة الكوادر.
• النقابات العمالية قلبت الدنيا ولم تقعد والباشوات من المهندسين يهددون بتصعيد أكبر إذا لم تسمع أصواتهم الاسمنتية والحديدية ولم يقر الكادر الإضافي لهم، و«دولة المعلمين الكويتية» تغط في العسل، والتي يتقاسم الأعضاء ولجانهم الشرفية وموظفوها إيراداتها الخيالية، ولا يعنيها أمر المعلم أو تحرك إحساسها، كما هي حال النقابات والجمعيات التي تطالب بالمزيد لموظفيها.
• جمعية المعلمين الكويتية دولة داخل دولة، فلا يضاهيها جمعية أو نقابة، فالملايين هي حصيلتها السنوية من رسوم أعضاء الجمعية الذين تجاوزوا الأربعين ألف عضو. وبحسبة بسيطة فإن حصيلة اشتراكاتهم السنوية تصل إلى نصف المليون دينار كويتي، يضاف إلى إيرادات الجمعية ملايين فصول التقوية السنوية وإيجارات منشآت الجمعية التي تم حرمان أعضاء الجمعية للانتفاع منها، كحمام السباحة، في مقابل تأجيرها والانتفاع من إيجاراتها لأحد المعاهد الصحية الشهيرة، إضافة إلى إيرادات إعلانات مجلة الجمعية التجارية التي تنهال عليها من إعلانات المدارس التي تدفع لها من ميزانياتها المخصصة لها من وزارة التربية، أو تتحملها الهيئة التدريسية من معلمين ومعلمات، والمعاهد المهنية والفنية التابعة لجمعية المعلمين التي تنظم فيها الدورات الفنية. هذه الموارد كلها تشكل أضخم ميزانية مالية لجمعية نفع عام في الكويت.
• تكتفي عادة الجمعية سنوياً لذر الرماد في العيون تنظيم رحلات عمرة ربيعية ورحلات سياحية صيفية يسمع عنها السواد الأعظم من الأعضاء، ولا يستطيع هذا السواد الاقتراب منها، لأنها باختصار شديد حصرية لأهل الدار وأقرباء الأعضاء ويطعمون هذه الرحلات ببعض الأعضاء من هذا السواد الأعظم، ليرفعوا عن أنفسهم الحرج ولسان المتصيدين لها.
• ملايين الجمعية التي تتناثر عليها من رواتب أعضائها المعلمين وإيراداتها التجارية الأخرى تتصدق ببعضه الجمعية سنوياً في حفل تكريم المعلمين أصحاب الخبرات الطويلة بهدايا لا تتناسب مع مكانة هذا المعلم الذي يخجل أن يتسلمها، في وقت تقوم وزارة التربية سنوياً بتكريم المعلمين المتميزين تكريماً مادياً يتناسب مع مكانة المعلم التربوية. ولا اظن أن استقطاع جزء من إيرادات الجمعية لتكريم المعلمين فيها تكريماً يليق بهم سيربك ميزانيتها الخيالية التي تضاهي شركات الاستثمار، بل لا نستبعد يوماً أن تدرج أسهم هذه الجمعية في سوق الكويت للأوراق المالية تحت مسمى شركة مساهمة كويتية.• ليس ما يعنيني متابعة إيرادات الجمعية والتندر على ذهابها يميناً وشمالاً وحرمان أعضاء الجمعية من توظيفها توظيفاً يحقق العدالة للسواد الأعظم من المعلمين، فهذا الشأن ليس لأحد سلطة عليه من المعلمين، بل إنه خط أحمر، طالما تدار غالبية جمعيات النفع العام من أحزاب وجماعات مسيسة، ولكن ما يعنيني، وهو مثار استهجان، هذا السواد الأعظم من المعلمين أعضاء الجمعية الموقف السلبي لمجلس إدارة جمعية المعلمين من قضايا المعلم ولا أخص فقط ما يتعلق بكادر المعلم، فالجمعية لم تكن في موقف إيجابي إلى هذا اليوم من تشريع قانون حماية المعلم، ولم تتبنه أو تقاتل من أجله، بل ليس من أولوياتها، وهو القانون الذي بسبب تعطيله أدى إلى تسرب كبير من قطاع التعليم إلى قطاعات أخرى لفقدان المعلم حماية تشريعية له، بل لم نسمع لمحامي جمعية المعلمين دوراً في الدفاع عن قضايا المعلم الإدارية والقانونية وغيرها، وهو المحامي الذي يتقاضى منها راتباً، وقدره يدفع له من إيراداتها واستقطاعات المعلمين السنوية ولا دور مؤثر وفاعل له أمام القضاء في القضايا كلها التي يترافع عنها.
• أما في ما يتعلق بحقوق المعلم الوظيفية والمالية فلا أضعف من دور جمعية المعلمين في ذلك يوم أن قدمت مشروع كادر المعلم قبل أعوام ثلاثة، واكتفت باليسير منه تحت تهديد بعدم قبول مجلس الوزراء بأي شيء فرضخت الجمعية واكتفت بالقليل، في حين نرى مجموعة كبيرة من الجمعيات لم تتنازل عن مطالبها المالية ديناراً واحداً، حتى ضمنت كل مطالبها ودخلت الآن على الخط معهم جمعية «الباشوات» المهندسين الذين يهددون بسلسلة من الإجراءات لتحريك سبعة عشر ألف مهندس كويتي للإضراب إذا لم تلبَ مطالبهم المالية مع تحفظي الشديد على وسائل الأمر الواقع، كالاضرابات والاعتصامات. ولكن المعلم يتحسر على عضويته في أكبر جمعية مهنية كويتية، ولا ينتفض أعضاء مجلس إدارتها للمطالبة بالمثل أو التحرك باسم جموع المعلمين لإنصاف المعلمين والمعلمات، طالما أن ملف المطالبات بكوادر مالية لم يغلق إلى الآن وتلميحات الحكومة تشير إلى دراسة جديدة لجميع الكوادر المعلقة.
• المعلم الكويتي من سوء حظه أن من يتبنى قضاياه هذه الجمعية التي جعلت من أولوياتها كيف تستثمر ملايينها وإيراداتها وكيف تجنيها، وكيف ترسخ أقدامها دوماً فيها، ولكن أن تجعل من المعلم محوراً أساسياً، فهذا ليس من أولوياتها في ما يظهر لكل من ينتسب إلى هذه الجمعية على مدى أعوام تأسيسها.
عامر الفالح
هذا نصها :
الطيور طارت بأرزاقها ونهنئ الكوادر الثلاثة أصحاب الحظ السعيد وجمعياتهم التي لمنتسبيها كل الحق أن يفخروا بقياداتها ونعزي من لم يكن الحظ حليفه في معركة الكوادر.
• النقابات العمالية قلبت الدنيا ولم تقعد والباشوات من المهندسين يهددون بتصعيد أكبر إذا لم تسمع أصواتهم الاسمنتية والحديدية ولم يقر الكادر الإضافي لهم، و«دولة المعلمين الكويتية» تغط في العسل، والتي يتقاسم الأعضاء ولجانهم الشرفية وموظفوها إيراداتها الخيالية، ولا يعنيها أمر المعلم أو تحرك إحساسها، كما هي حال النقابات والجمعيات التي تطالب بالمزيد لموظفيها.
• جمعية المعلمين الكويتية دولة داخل دولة، فلا يضاهيها جمعية أو نقابة، فالملايين هي حصيلتها السنوية من رسوم أعضاء الجمعية الذين تجاوزوا الأربعين ألف عضو. وبحسبة بسيطة فإن حصيلة اشتراكاتهم السنوية تصل إلى نصف المليون دينار كويتي، يضاف إلى إيرادات الجمعية ملايين فصول التقوية السنوية وإيجارات منشآت الجمعية التي تم حرمان أعضاء الجمعية للانتفاع منها، كحمام السباحة، في مقابل تأجيرها والانتفاع من إيجاراتها لأحد المعاهد الصحية الشهيرة، إضافة إلى إيرادات إعلانات مجلة الجمعية التجارية التي تنهال عليها من إعلانات المدارس التي تدفع لها من ميزانياتها المخصصة لها من وزارة التربية، أو تتحملها الهيئة التدريسية من معلمين ومعلمات، والمعاهد المهنية والفنية التابعة لجمعية المعلمين التي تنظم فيها الدورات الفنية. هذه الموارد كلها تشكل أضخم ميزانية مالية لجمعية نفع عام في الكويت.
• تكتفي عادة الجمعية سنوياً لذر الرماد في العيون تنظيم رحلات عمرة ربيعية ورحلات سياحية صيفية يسمع عنها السواد الأعظم من الأعضاء، ولا يستطيع هذا السواد الاقتراب منها، لأنها باختصار شديد حصرية لأهل الدار وأقرباء الأعضاء ويطعمون هذه الرحلات ببعض الأعضاء من هذا السواد الأعظم، ليرفعوا عن أنفسهم الحرج ولسان المتصيدين لها.
• ملايين الجمعية التي تتناثر عليها من رواتب أعضائها المعلمين وإيراداتها التجارية الأخرى تتصدق ببعضه الجمعية سنوياً في حفل تكريم المعلمين أصحاب الخبرات الطويلة بهدايا لا تتناسب مع مكانة هذا المعلم الذي يخجل أن يتسلمها، في وقت تقوم وزارة التربية سنوياً بتكريم المعلمين المتميزين تكريماً مادياً يتناسب مع مكانة المعلم التربوية. ولا اظن أن استقطاع جزء من إيرادات الجمعية لتكريم المعلمين فيها تكريماً يليق بهم سيربك ميزانيتها الخيالية التي تضاهي شركات الاستثمار، بل لا نستبعد يوماً أن تدرج أسهم هذه الجمعية في سوق الكويت للأوراق المالية تحت مسمى شركة مساهمة كويتية.• ليس ما يعنيني متابعة إيرادات الجمعية والتندر على ذهابها يميناً وشمالاً وحرمان أعضاء الجمعية من توظيفها توظيفاً يحقق العدالة للسواد الأعظم من المعلمين، فهذا الشأن ليس لأحد سلطة عليه من المعلمين، بل إنه خط أحمر، طالما تدار غالبية جمعيات النفع العام من أحزاب وجماعات مسيسة، ولكن ما يعنيني، وهو مثار استهجان، هذا السواد الأعظم من المعلمين أعضاء الجمعية الموقف السلبي لمجلس إدارة جمعية المعلمين من قضايا المعلم ولا أخص فقط ما يتعلق بكادر المعلم، فالجمعية لم تكن في موقف إيجابي إلى هذا اليوم من تشريع قانون حماية المعلم، ولم تتبنه أو تقاتل من أجله، بل ليس من أولوياتها، وهو القانون الذي بسبب تعطيله أدى إلى تسرب كبير من قطاع التعليم إلى قطاعات أخرى لفقدان المعلم حماية تشريعية له، بل لم نسمع لمحامي جمعية المعلمين دوراً في الدفاع عن قضايا المعلم الإدارية والقانونية وغيرها، وهو المحامي الذي يتقاضى منها راتباً، وقدره يدفع له من إيراداتها واستقطاعات المعلمين السنوية ولا دور مؤثر وفاعل له أمام القضاء في القضايا كلها التي يترافع عنها.
• أما في ما يتعلق بحقوق المعلم الوظيفية والمالية فلا أضعف من دور جمعية المعلمين في ذلك يوم أن قدمت مشروع كادر المعلم قبل أعوام ثلاثة، واكتفت باليسير منه تحت تهديد بعدم قبول مجلس الوزراء بأي شيء فرضخت الجمعية واكتفت بالقليل، في حين نرى مجموعة كبيرة من الجمعيات لم تتنازل عن مطالبها المالية ديناراً واحداً، حتى ضمنت كل مطالبها ودخلت الآن على الخط معهم جمعية «الباشوات» المهندسين الذين يهددون بسلسلة من الإجراءات لتحريك سبعة عشر ألف مهندس كويتي للإضراب إذا لم تلبَ مطالبهم المالية مع تحفظي الشديد على وسائل الأمر الواقع، كالاضرابات والاعتصامات. ولكن المعلم يتحسر على عضويته في أكبر جمعية مهنية كويتية، ولا ينتفض أعضاء مجلس إدارتها للمطالبة بالمثل أو التحرك باسم جموع المعلمين لإنصاف المعلمين والمعلمات، طالما أن ملف المطالبات بكوادر مالية لم يغلق إلى الآن وتلميحات الحكومة تشير إلى دراسة جديدة لجميع الكوادر المعلقة.
• المعلم الكويتي من سوء حظه أن من يتبنى قضاياه هذه الجمعية التي جعلت من أولوياتها كيف تستثمر ملايينها وإيراداتها وكيف تجنيها، وكيف ترسخ أقدامها دوماً فيها، ولكن أن تجعل من المعلم محوراً أساسياً، فهذا ليس من أولوياتها في ما يظهر لكل من ينتسب إلى هذه الجمعية على مدى أعوام تأسيسها.
عامر الفالح