bodalal
03-09-2008, 10:46 PM
بدر شاكر السياب شاعر تراجيدي .. أثر في نفسي تأثير عجيب
لا أعلم السبب .. ربما هي التراجيديا ذاتها !
هذه قصيدة جيكور والمدينة .. إحدى روائع السياب .. وجيكور اسم لمدينة الشاعر في جنوب العراق
أترككم مع السياب ..
--------------------
وتلتفّ حولي دروب المدينة
حبالاً من الطين يمضغن قلبي
ويعطين ، عن جمرةٍ ، فيه طينه
حبالاً من النار يجلدن عُريِ الحقول الحزينة
ويحرقن جيكور في قاع روحي
ويزرعن فيها رماد الضغينة ...
....
من يشعلُ الحبَّ في كل درب ، وفي كل مقهى وفي كل دار ؟
ومن يرجع المخلب الآدمي يداً ، يمسح فيها الطفل جبينه ؟؟
...
وجيكور خضراء مسّ الأصيل ذرى النخل فيها
بشمس حزينة ...
يمد الكرى لي طريقاً إليها
من القلب يمدُّ ، عبر الدهاليز ، عبر الدجى والقلاع الحصينة ..
وقد نام في بابل الراقصون
ونام الحديد الذي يشحذونه ..
وغشّى على أعين الخازنين ، لهاث النضار الذي يحرسونه
حصاد المجاعات في جنتيها ..
رحىً من لظى مرَّ دربي عليها ..
وكرم من عساليجه العاقرات شرايين تموز عبر المدينة
شرايين في كل دارٍ وسجن ومقهى
وسجنٍ وبارٍ وفي كل ملهى ..
وفي كل مستشفيات المجانين ..
في كل مبغىً لعشتار
يطلعن أزهارهن الهجينة ...
"دمي ذلك الماء ، هل تشربونه ؟
ولحمي هو الخبز ، لو تأكلونه !!"
وتموز تبكيه لاةُ الحزينة !!!
...
وجيكور من دونها قام سورٌ
وبوابةٌ
وإحتوتها سكينه !!
فمن يخرق السورَ ؟ من يفتح البابَ ؟ يُدمي على كل قفلٍ يمينه !!!
ويمناي : لا مخلبٌ للصراع فأسعى بها في دروب المدينة ..
ولا قبضةٌ لابتعاث الحياة من الطينِ ..
ولكنها محض طينه !!!
وجيكور من دونها قام سورٌ ..
وبوابةٌ ..
واحتوتها سكينه !!!
المبدع .. بدر شاكر السياب
لا أعلم السبب .. ربما هي التراجيديا ذاتها !
هذه قصيدة جيكور والمدينة .. إحدى روائع السياب .. وجيكور اسم لمدينة الشاعر في جنوب العراق
أترككم مع السياب ..
--------------------
وتلتفّ حولي دروب المدينة
حبالاً من الطين يمضغن قلبي
ويعطين ، عن جمرةٍ ، فيه طينه
حبالاً من النار يجلدن عُريِ الحقول الحزينة
ويحرقن جيكور في قاع روحي
ويزرعن فيها رماد الضغينة ...
....
من يشعلُ الحبَّ في كل درب ، وفي كل مقهى وفي كل دار ؟
ومن يرجع المخلب الآدمي يداً ، يمسح فيها الطفل جبينه ؟؟
...
وجيكور خضراء مسّ الأصيل ذرى النخل فيها
بشمس حزينة ...
يمد الكرى لي طريقاً إليها
من القلب يمدُّ ، عبر الدهاليز ، عبر الدجى والقلاع الحصينة ..
وقد نام في بابل الراقصون
ونام الحديد الذي يشحذونه ..
وغشّى على أعين الخازنين ، لهاث النضار الذي يحرسونه
حصاد المجاعات في جنتيها ..
رحىً من لظى مرَّ دربي عليها ..
وكرم من عساليجه العاقرات شرايين تموز عبر المدينة
شرايين في كل دارٍ وسجن ومقهى
وسجنٍ وبارٍ وفي كل ملهى ..
وفي كل مستشفيات المجانين ..
في كل مبغىً لعشتار
يطلعن أزهارهن الهجينة ...
"دمي ذلك الماء ، هل تشربونه ؟
ولحمي هو الخبز ، لو تأكلونه !!"
وتموز تبكيه لاةُ الحزينة !!!
...
وجيكور من دونها قام سورٌ
وبوابةٌ
وإحتوتها سكينه !!
فمن يخرق السورَ ؟ من يفتح البابَ ؟ يُدمي على كل قفلٍ يمينه !!!
ويمناي : لا مخلبٌ للصراع فأسعى بها في دروب المدينة ..
ولا قبضةٌ لابتعاث الحياة من الطينِ ..
ولكنها محض طينه !!!
وجيكور من دونها قام سورٌ ..
وبوابةٌ ..
واحتوتها سكينه !!!
المبدع .. بدر شاكر السياب