المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( عاشقٌ استفاقْ , وَ أوراقٌ وردية )



زين العابدين
03-08-2008, 12:06 AM
( عاشقٌ استفاقْ , وَ أوراقٌ وردية )



صاحبةُ قَلمْ


بشيء مِن جنونِ عَاشق
مَدَ يَمينُه .. بـ إبهامهِ وَ السبابة ..
انتشلَ الورق " المَصبوغُ باللونِ الوردي " .. وَ بإصبعيه أودعهُما سَطحَ مَكتبه ..

:

الجوُ مُظلمْ إلّا مِن إضاءةٍ خَافته بِجانبِ كُرسيُه ..
حَملَ الإضاءة .. وَضعها عَلى المَكتب الخالِ إلّا مِن تِلكَ الوريقات وَ قلمٌ يَتيمْ ..
تَعاطا القلمُ بشماله ..
وَ بات القلمُ النحيل مُتمايلاً بـ خُيلاء لـ دفء يَده ..
بدأ بخطِ رسالتِه .. بالبسملة وَ دوّنَ في أعلى الورقة رقم مائة وَ ثمانية وَ سبعون
وَ قُطعَ الحِبر .. بانبعاث ضوءٌ مِن الخارجْ لـ غُرفته ..
التفتْ .. وَ بصوتٍ زَاحمهُ الغضبْ " شُكراً .. أغلقي البابَ جيداً "
وَ عاد ببصرِه وَ قَلبه لـ تلكَ الوريقاتْ ..
لمْ يُغلق الباب إلّا بعدَ ورودِ صوتُ الأُنثى لأُذنِه بتكرار " الحوقلة "
وَ كعادته صمّ أُذنه عَن أحرُفُها .. كما صمّها عَن العالمِ أَجمع ..
وَ غاصَ في مُحيطِ بَوحـه ..

بسم الله الرحمن الرحيمْ

تَحيةٌ عَذبة لـ روحكِ الفارّة مِن زَمنِ الظُلمْ لتقطُنَ السماءَ
حَيثُ عَدلُ الخالقْ ..
سَلامٌ مِنّي إليكِ يَا أطهرُ أُنثى وَ أعذبُ قَلب ..
إليكِ رسالتي .. لنْ تَقرأيها وَ ستبقى تَحتَ بابكِ .. تنتظرُ أجلي ليُقطعُ نَسلُّها ..
إليكِ سيدتي .. حروف ممن رَجوتي حَرفه .. وَ حلمتي بتواجُدهُ قُربكِ .. وَ يُكابرْ ..
هنيئاً لكِ .. فقد عُدّتُ لكِ لَكن .. بَعد الرحيلْ بَعدَ أن غَرُّبت شمسُكِ وَ بقيتُ رُغمُ الظلام أبحثُ عن ظِلالك .. لتبعثَ ليّ نورا ..
سَيدتي .. أُعذري "حُمقي" إنْ كَررت المعاني ذاتها في كُلِ مساءْ ..
لكنّي أثقُ بأنك لن تقرأين حَرفي جَسداً .. لكنْ رُبما تتأملينهُ روحاً ..
أثقُ بذلك كـ ثقتي أنكِ مَن أتقنَ الحُب بحذافيره ..
بما في ذلكْ ..
صَبرٌ على صدْ .. وَ أمنياتٌ للسعادةِ بلا حدْ ..
لروحٍ هَجرت .. وَ غدرتْ ..
أيتُها الأُنثى الرؤوم
في كُل ليلة .. أبثُ أشواقاً حرى .. لكِ وَحدكِ ..
وَ يلومني العالم سوى أوراقٌ وَردية وَ قلمٌ أزرقْ ..
ابتسمي نَعم .. فالأوراقُ أوراقُكِ .. وَ القلمُ لكِ .. وَرثتهُم منكِ لأصلكِ بِهم ..
وَحدهما شاركاني بُكاك شهور طويلة ..
عَجباً لمن لا يَشعُر بقيمةِ الشيءْ إلّا عندَ فقده ..
تَباً لـي ..
تَكبرتُ على اهتمامك .. وَ ضجرتُ مِن سؤالك .. وَ تَعمدتُ السفر لأُمارس البُعد أكثر ..
تَناسيتُ ديني .. وَ عُرفي و رجولتي ..
لـ أكون كـ الحيوان ؛ يتناسى مَن أسدى إليهِ مَعروفاً .. بل رُبما أكلَ لحمه .
كـ هَذا تماماً كُنتُ أنا ..
تَناسيتُ تضحياتُك .. بُكائُكِ .. سَهرُك .. حُبكِ لي .. رَغم جَبروتِ الذَنب ..
يا آآه .. يا لقسوةِ الأيامُ عَلى قلبك .. وَ أنتِ تزرعينَ لي فَرحاً .. لأُهديكِ مَزيدُ دَمع ..
يَا لقسوتها وَ أنتِ تَرفضين الاستقرار في بيتِ زوج .. لتتفرغي لـ بكرك .. وَ الفرحةُ الأولى ..
خَشيةُ عَذابِ ( عَمّ ) .. وَ ما زادكِ بِكرُكِ إلّا عَذاباتٌ لا حِصرَ لها .. وَ قلقٌ مُستمر .. وَ تنهدات وَ طعناتٌ في الصميم ..
حَينَ أصرخُ بكِ " ليتكِ أخليتي سبيلي بزواجِك " ..
يا ويلتي .. أيُّ صمودٍ امتلكتي .. لتبتسمي في وَجهِ جلادك .. وَ تهمسي لي " نَصيبٌ يا ولدي " ..
وَ ما يَكونُ جوابي .. سوى " صدى صراخُ الباب " أو رُبما دعواتُه على عقوقي ..
أُبحرُ في غيابي عَن عينيكْ .. وَ أصحوْ عَلى رسائلك .. وَ تساؤلاتُكِ ..
وَ دمعاتٌ مَكتوبة ..
أستشعرُ الآن ارتجافةُ يدكِ على أزرارُ جهازك .. وَ أشعرُ بها تمتدُ للأعلى لتمسحَ دمعةٌ جائرة هَوت عنّوة ..
وَ تدوني سؤالاً عَن حالي !! عن فراشي !! عنّي أينَ أنا ..
وَحيدُكِ يتركُكِ .. !!
وَيحي الآن أشعرُ بذلكَ كُلَّه ..
هَا أنا أخطُ لكِ وَ تُحارُ في عَيني الدَمعاتْ .. بحثاً عن صدركِ الحنون
بحثاً عن قدميكِ .. أرجوكِ .. عودّي لأحتضنُ ثراكِ .. وَ ألثُمّه ..
أعلم أن لا جواب لرجاءاتي كـ رجاءاتُكِ ذاتَ سَحرْ ..
لا شيء سوى " عويلُ ضمير " .. يُمارسُ الفتكْ ببقايا عُمر ..
أُمي ..
لَمْ أَعُدْ أَملكُ شيئاً سوى الدعوات .. وَ بوحٌ لن يتعدى عَيني الّتي تقرأُه مرة وَ تعاودُ السَهر ..
أُمي يا للعقوقْ .. يا لتفاهتي .. وَ يا لعظمتك وَ نقاءُ قلبك وَ صبرُك ..
كُنتُ حَقيراً مِن صِغَري .. مُتمرداً .. وَيحي أتكبرُ عَلى حضنكْ ..؟!
وَ كُلما كَبُرت أوغلتُ في العقوق .. وَ تُحلقين أنتِ في سمائكِ بقلبٍ نَدُّرَ وجودُه ..
أُماه دَعواتُكِ تَحوطـني .. وَ عقوقي الساخنْ يُسكب عَلى مَشاعُركِ فَيُحرقُكِ وَ تزاولين رَفع الدعواتُ لي ..
أبحثُ عَن لذاتي مُتجاهلاً نُصحُكِ ..
أبحثُ عن مَا يُراق لإشباعِ نزواتي .. وَ إن كَان إراقةُ دَمعُكِ,فؤادُك
توقظيني للصلاة .. فأغرسُ خَناجري في صَدركْ .. " بعتوِ رَفضي " وَ ألتحقُ بركبِ الفاسقينْ ..
وَ أنتِ لا تملكينَ سوى دَمعٌ وَ دُعاء ..
أَتعمدُ إشعالُ سَجائري بمرآك .. لأُشعلَ ناراً لا تَخبو في دَاخلِك ..
وَ لا أستفيدُ شيئاً سوى .. " فَرحُ إبليس بـ رِبا ذنوبي .. وَ رَقصهِ على زَخاتِ دَمعك "
أُمي ..
ليتَ قبرُكِ اليوم .. يَصرُخ أنّ ثمّة روح في دَاخله ..
ليته .. فقط أُريدُ أنْ أُريكِ .. سِماتَ الصالحينْ .. أُريدُ أن أُبشرُكِ أن أُمنياتُكِ تَحققت وَ لو بَعدَ حينْ ..
أُريدُ أن أُخبرُكِ عَن توبتي .. عنْ أوبتي .. عَن هجري للمراقص .. وَ تعلُّقي بالمَساجِد ..
أُريدُ أنْ أُقبلُّ يَمينك .. وَ أشُمّ رائحةُ الحناء الّتي تعشقين ..
أُمي أُريد أن أُخبرُكِ بزواجي بمن كُنتِ تَر***ن وَ تطليقي لمن ساندتني يوماً لـ صعودِ درجاتِ عقوقكْ ..
أُماه .. هَل لصوتي أُذن تَسمعُه .. أم أنهُ ذاهبٌ أدراجَ الريحْ ..

**

صَوتُ المُنبه " قَطع الصرخات " بإعلانِه " الساعةُ الواحدةُ وَ النصفُ فَجراً "
ألحفَ القلمُ الغطاءْ .. وَ طوى وريقاتُه
بِخُطى مُتعبه .. سَار ليتوضأ
أغدقَ على الجَسدَ الماءْ
( سُبحانك اللهم وَ بحمدك .. أشهدُ أنّ لا إلهَ إلّا أنت أستغفرُكَ وَ أتوبُ إليك )
نَطق الدُعاءْ
وَ بسطَ سجادتُه ..
وَ ركع وَ سَجد وَ رفعَ وَ دعا .. لـ تلك الروح يَرجو الرضا ..


:
صَاحبةُ قَلمْ

عبير الورد
03-08-2008, 12:26 AM
يحق له أن يهيم بها حبا

شكرا للنقل الجميل

زين العابدين
05-05-2008, 07:15 PM
مرحبا بك عبير الورد

vwxy168
05-30-2008, 10:17 AM
.................................................. ..........................

زين العابدين
05-31-2008, 03:33 PM
vwxy168

شكرا جزيلا
على المرور ؟!!!!!!!!!!!