bodalal
03-07-2008, 12:47 AM
يضرب د.أحمد زايد في كتابه الرائع «سيكلوجية العلاقات بين الجماعات» مثالا جميلا لتوضيح نظرية تصنيف الذات حيث يقول إنه عندما يصبح الشخص مولعا بكرة القدم دون أن يفضل فريقا ما على فريق آخر، فإنه سيدرك نفسه كفرد، ولكن عندما يكون معجبا بفريق معين ويميل إليه ويشجعه فإنه سيدرك ذاته حينها بوصفه عضوا في جماعة، وهذا يعني أنه تم تصنيفه ضمن تلك الجماعة وسيسري عليه كفرد ما يسري على كل الجماعة التي ينتمي إليها.
إن عملية تصنيف الذات تقوم على تأكيد أوجه التشابه بين الفرد والجماعة التي يسعى إلى الانتماء إليها سواء باختياره أو من خلال إدراكه لوجوده ضمن تلك الجماعة، غير أن الأمر لا يقتصر على إدراك أوجه التشابه والانتماء وإنما يحدث أن تتشكل عملية أخرى موازية هي التأكيد على أوجه الاختلاف بين «جماعته» والجماعات الأخرى.
والحق أننا جميعا ندخل في هذه العملية بصورة مستمرة حيث نصنف أنفسنا والآخرين ضمن عدة جماعات وعلى مختلف المستويات الفكرية والاقتصادية والعرقية والدينية، وهي عملية ينتج عنها تشكيل ما يعرف في علم الاجتماع بالهوية الاجتماعية على حساب الهوية الشخصية حيث تذوب في الجماعة كثير من ملامح الصفات الشخصية وتنحسر أمام مجموعة الصفات المميزة لتلك الجماعة.
ومن هنا تحديدا تحدث عملية إعادة صياغة لكثير من السلوكيات التي تحدث بين الأفراد لتصبح بين الجماعات، ومن هنا أيضا يمكن تفسير كثير من المواقف والأفعال التي تصدر عن الأفراد والتي هي في الغالب نتيجة فعل التصنيف للذات وللآخرين بوصفهم أعضاء في جماعة يحملون ضدها وبصورة مسبقة مجموعة من التصورات السلبية أو العدائية في الغالب ثم يتصرفون مع جميع أعضاء تلك الجماعة على هذا الأساس.
هكذا وبكل بساطة يطلق أحدنا على شخص ما أنه من الجماعة الفلانية، وكأنه علبة فارغة يضعها في أحد الأرفف، ثم يمارس عليه مختلف أشكال التمييز والازدراء والتحقير لا لشيء إلا لأنه ينتمي إلى ذلك الرف، والذي تكون لديه صورة وأحكام مسبقة عنه يسبغها بكل بساطة على ذلك الفرد بوصفه عضوا فيها. إنها عملية خطيرة ومعقدة تؤسس لظهور كثير من المفاهيم العدائية متى أسيء استخدامها، وتترعرع من خلالها مصطلحات الـ «نحن» في مقابل الـ «هم» - بضم الهاء، الرجال ضد النساء، المثقفون ضد الجهلة، الأغنياء ضد الفقراء.. الخ.
وعلى الرغم من أن عملية تصنيف الذات عملية طبيعية جدا ولابد أن تحدث، فإن المؤسسات المعنية بالتنشئة الاجتماعية كالأسرة والمدرسة والمسجد والنادي وغيرها ينبغي أن تقوم بأدوار أكثر إيجابية ليصبح التصنيف إنسانيا تحترم فيه كل جماعة بقية الجماعات ولا تنتهك فيه كرامات البشر كأن تمارس ضدهم عمليات الإقصاء والنبذ الاجتماعي دون مبرر.
ففي التصنيف الاجتماعي تنشأ مفاهيم الانتماء وعدم الانتماء، الحب والكره، الموافقة والمعارضة، التعاون والصراع.. الخ، وهي جميعها أسس تحدد سلوكياتنا تجاه الآخر.
إن عملية تصنيف الذات تقوم على تأكيد أوجه التشابه بين الفرد والجماعة التي يسعى إلى الانتماء إليها سواء باختياره أو من خلال إدراكه لوجوده ضمن تلك الجماعة، غير أن الأمر لا يقتصر على إدراك أوجه التشابه والانتماء وإنما يحدث أن تتشكل عملية أخرى موازية هي التأكيد على أوجه الاختلاف بين «جماعته» والجماعات الأخرى.
والحق أننا جميعا ندخل في هذه العملية بصورة مستمرة حيث نصنف أنفسنا والآخرين ضمن عدة جماعات وعلى مختلف المستويات الفكرية والاقتصادية والعرقية والدينية، وهي عملية ينتج عنها تشكيل ما يعرف في علم الاجتماع بالهوية الاجتماعية على حساب الهوية الشخصية حيث تذوب في الجماعة كثير من ملامح الصفات الشخصية وتنحسر أمام مجموعة الصفات المميزة لتلك الجماعة.
ومن هنا تحديدا تحدث عملية إعادة صياغة لكثير من السلوكيات التي تحدث بين الأفراد لتصبح بين الجماعات، ومن هنا أيضا يمكن تفسير كثير من المواقف والأفعال التي تصدر عن الأفراد والتي هي في الغالب نتيجة فعل التصنيف للذات وللآخرين بوصفهم أعضاء في جماعة يحملون ضدها وبصورة مسبقة مجموعة من التصورات السلبية أو العدائية في الغالب ثم يتصرفون مع جميع أعضاء تلك الجماعة على هذا الأساس.
هكذا وبكل بساطة يطلق أحدنا على شخص ما أنه من الجماعة الفلانية، وكأنه علبة فارغة يضعها في أحد الأرفف، ثم يمارس عليه مختلف أشكال التمييز والازدراء والتحقير لا لشيء إلا لأنه ينتمي إلى ذلك الرف، والذي تكون لديه صورة وأحكام مسبقة عنه يسبغها بكل بساطة على ذلك الفرد بوصفه عضوا فيها. إنها عملية خطيرة ومعقدة تؤسس لظهور كثير من المفاهيم العدائية متى أسيء استخدامها، وتترعرع من خلالها مصطلحات الـ «نحن» في مقابل الـ «هم» - بضم الهاء، الرجال ضد النساء، المثقفون ضد الجهلة، الأغنياء ضد الفقراء.. الخ.
وعلى الرغم من أن عملية تصنيف الذات عملية طبيعية جدا ولابد أن تحدث، فإن المؤسسات المعنية بالتنشئة الاجتماعية كالأسرة والمدرسة والمسجد والنادي وغيرها ينبغي أن تقوم بأدوار أكثر إيجابية ليصبح التصنيف إنسانيا تحترم فيه كل جماعة بقية الجماعات ولا تنتهك فيه كرامات البشر كأن تمارس ضدهم عمليات الإقصاء والنبذ الاجتماعي دون مبرر.
ففي التصنيف الاجتماعي تنشأ مفاهيم الانتماء وعدم الانتماء، الحب والكره، الموافقة والمعارضة، التعاون والصراع.. الخ، وهي جميعها أسس تحدد سلوكياتنا تجاه الآخر.