bodalal
03-06-2008, 11:25 PM
نشأت مشكلة البدون بحسب ادعاء الحكومة بسبب دخول بعض الأفراد من دول مجاورة إلى الكويت بصورة غير قانونية، ومع أن المجتمع الكويتي تشكل أساسا من خلال هذه الهجرة إلا أننا لن نخوض في ذلك. ماذا يعني دخول بعض الأشخاص للبلاد بصورة غير قانونية، لا شيء سوى تقصير وزارة الداخلية ممثلة بأمن الحدود في أداء واجباتها تجاه أمن البلاد. ثم ماذا؟ دخل هؤلاء الأشخاص واستوطنوا وعملوا والتحقوا بالجيش والشرطة وبقية وزارات الدولة وهم من يطلق عليهم الجيل الأول من البدون، تزوجوا وأنجبوا من يسمى بالجيل الثاني من البدون ممن لا دخل لهم على الإطلاق في مشكلة آبائهم مخالفي الإقامة، فهم لم يدخلوا البلاد بصورة غير مشروعة فلماذا تتم معاقبتهم على ذنب ارتكبه آباؤهم وتقصير وزارة الداخلية في معالجة أوضاعهم ويحرمون من حق المواطنة؟
مشكلة البدون في الحقيقة هي مشكلة وزارة الداخلية منذ البداية، تقصير في حفظ حدود البلاد، ثم تقصير في ملاحقة من يدخل البلاد بصورة غير قانونية، ثم تقصير في معالجة أوضاع أبنائهم وأبناء أبنائهم حتى وصلنا إلى الجيل الرابع الآن من أطفال محرومين من حقوق المواطنة دون ذنب إلا أن أجدادهم دخلوا البلاد بصورة غير مشروعة عندما كان حرس الحدود «نائمين».
لا أتصور أن قضية البدون في الكويت يمكن أن تحل لأسباب إنسانية، فقد مضى على هذه المعضلة أكثر من 50 عاما ولم تحل، وما حدث من معاناة وصل حد الجوع منذ تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 وحتى اليوم دون أن يتحرك ذلك الجانب «الإنساني» لحل هذه المشكلة، يجعلنا نقول بكل ثقة انه لن تحل هذه القضية لأسباب إنسانية على الإطلاق، ولذلك نتمنى من نواب الأمة ومنهم من كون شعبيته على أساس شعارات إنسانية براقة ووعود بحل هذه المشكلة المزمنة أن يتوقفوا عن استهلاك هذه النبرة التي أفرغت من محتواها وفقدت كل معاني القيم فيها، فالعمل الإنساني له أصحابه من أهل الخير من أمثال «أم البدون» الشيخة أوراد الصباح وغيرها من أصحاب الأيادي البيضاء، بيض الله وجوههم.
مشكلة البدون مشكلة قانونية بحتة، تتحمل وزارة الداخلية منها النصيب الأكبر من الخطأ على مدى السنوات الـ 50 الماضية، فلا هي أمسكت هؤلاء المخالفين منذ البداية وتعاملت معهم بطريقة قانونية، ولا هي أنصفت الجيل الثاني والثالث والرابع منهم والذين لم يرتكبوا أي مخالفة قانونية على الإطلاق ماداموا لم يدخلوا البلاد بصورة غير قانونية، غير أن وزارة الداخلية جعلت دخولهم إلى الحياة بمنزلة نقمة، وأمرا مخالفا للقانون.
مؤلم أن يكون في الكويت بشر يعانون كل هذه الأوجاع والشعور بالغربة في وطن ولدوا فيه ولم يغادروه لحظة ولا يعرفون لهم وطنا غيره، مؤلم أن تصدر تقارير تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في بلد يتمتع أهله بفضل من الله بكل معاني الإنسانية النبيلة ويهبون لنجدة البعيد قبل القريب ممن يُبتلون بصروف الدنيا ليخففوا عنهم العذاب والمعاناة، مؤلم أن يدفع كل هؤلاء الشباب والأطفال ثمن تقصير وزارة الداخلية في واجباتها من حاضرهم السيئ ومستقبلهم المظلم، مؤلم أن تضطر الحكومة إلى معالجة أوضاع البدون نتيجة لضغوط خارجية في الوقت الذي تمتلك فيه القرار ليكون حلا شاملا وبقرار سيادي حقا، ولا تفعل!
عندما تصف وزارة الداخلية 300 ألف شخص من البدون بأنهم «مقيمون بصورة غير شرعية» ما يزيد على الـ 50 عاما فإنها بذلك إنما تدين نفسها، ولذلك من العبث أن تشكل اللجان تلو اللجان لمناقشة «التسمية» القانونية التي يمكن أن تطلق على هؤلاء البشر ويتم التغاضي عن أساس المشكلة ومن وضعهم فيها. وكل ما نتمناه من الداخلية أن تضع حدا لهذا التجاوز بإنصاف كل من ولد على أرض الكويت ممن يسمونهم بالمقيمين بصورة غير قانونية قبل أن تصل الأمور إلى نقطة لا ينفع فيها الندم وتفرض الحلول علينا من الخارج ولا نخرج حينها إلا بسواد الوجه.
فاصل
كتب أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء أبو حيان التوحيدي عن الغريب قائلا: يا هذا، الغريب في الجملة كُلُّهُ حُرقه، وبعضهُ فُرقه، وليلة أَسَف، ونهارهُ لَهَف، وغداؤه حَزَن، وعشاؤه شَجَن، وآراؤه ظِنَن، وجميعه فِتَن، ومفرَقُهُ مِحَن، وسِرُّهُ عَلَن، وخوفه وَطَن.
مشكلة البدون في الحقيقة هي مشكلة وزارة الداخلية منذ البداية، تقصير في حفظ حدود البلاد، ثم تقصير في ملاحقة من يدخل البلاد بصورة غير قانونية، ثم تقصير في معالجة أوضاع أبنائهم وأبناء أبنائهم حتى وصلنا إلى الجيل الرابع الآن من أطفال محرومين من حقوق المواطنة دون ذنب إلا أن أجدادهم دخلوا البلاد بصورة غير مشروعة عندما كان حرس الحدود «نائمين».
لا أتصور أن قضية البدون في الكويت يمكن أن تحل لأسباب إنسانية، فقد مضى على هذه المعضلة أكثر من 50 عاما ولم تحل، وما حدث من معاناة وصل حد الجوع منذ تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 وحتى اليوم دون أن يتحرك ذلك الجانب «الإنساني» لحل هذه المشكلة، يجعلنا نقول بكل ثقة انه لن تحل هذه القضية لأسباب إنسانية على الإطلاق، ولذلك نتمنى من نواب الأمة ومنهم من كون شعبيته على أساس شعارات إنسانية براقة ووعود بحل هذه المشكلة المزمنة أن يتوقفوا عن استهلاك هذه النبرة التي أفرغت من محتواها وفقدت كل معاني القيم فيها، فالعمل الإنساني له أصحابه من أهل الخير من أمثال «أم البدون» الشيخة أوراد الصباح وغيرها من أصحاب الأيادي البيضاء، بيض الله وجوههم.
مشكلة البدون مشكلة قانونية بحتة، تتحمل وزارة الداخلية منها النصيب الأكبر من الخطأ على مدى السنوات الـ 50 الماضية، فلا هي أمسكت هؤلاء المخالفين منذ البداية وتعاملت معهم بطريقة قانونية، ولا هي أنصفت الجيل الثاني والثالث والرابع منهم والذين لم يرتكبوا أي مخالفة قانونية على الإطلاق ماداموا لم يدخلوا البلاد بصورة غير قانونية، غير أن وزارة الداخلية جعلت دخولهم إلى الحياة بمنزلة نقمة، وأمرا مخالفا للقانون.
مؤلم أن يكون في الكويت بشر يعانون كل هذه الأوجاع والشعور بالغربة في وطن ولدوا فيه ولم يغادروه لحظة ولا يعرفون لهم وطنا غيره، مؤلم أن تصدر تقارير تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في بلد يتمتع أهله بفضل من الله بكل معاني الإنسانية النبيلة ويهبون لنجدة البعيد قبل القريب ممن يُبتلون بصروف الدنيا ليخففوا عنهم العذاب والمعاناة، مؤلم أن يدفع كل هؤلاء الشباب والأطفال ثمن تقصير وزارة الداخلية في واجباتها من حاضرهم السيئ ومستقبلهم المظلم، مؤلم أن تضطر الحكومة إلى معالجة أوضاع البدون نتيجة لضغوط خارجية في الوقت الذي تمتلك فيه القرار ليكون حلا شاملا وبقرار سيادي حقا، ولا تفعل!
عندما تصف وزارة الداخلية 300 ألف شخص من البدون بأنهم «مقيمون بصورة غير شرعية» ما يزيد على الـ 50 عاما فإنها بذلك إنما تدين نفسها، ولذلك من العبث أن تشكل اللجان تلو اللجان لمناقشة «التسمية» القانونية التي يمكن أن تطلق على هؤلاء البشر ويتم التغاضي عن أساس المشكلة ومن وضعهم فيها. وكل ما نتمناه من الداخلية أن تضع حدا لهذا التجاوز بإنصاف كل من ولد على أرض الكويت ممن يسمونهم بالمقيمين بصورة غير قانونية قبل أن تصل الأمور إلى نقطة لا ينفع فيها الندم وتفرض الحلول علينا من الخارج ولا نخرج حينها إلا بسواد الوجه.
فاصل
كتب أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء أبو حيان التوحيدي عن الغريب قائلا: يا هذا، الغريب في الجملة كُلُّهُ حُرقه، وبعضهُ فُرقه، وليلة أَسَف، ونهارهُ لَهَف، وغداؤه حَزَن، وعشاؤه شَجَن، وآراؤه ظِنَن، وجميعه فِتَن، ومفرَقُهُ مِحَن، وسِرُّهُ عَلَن، وخوفه وَطَن.