زين العابدين
02-09-2008, 02:17 AM
ها هو ذا يومُ العطلة قد جاء بعد انتظار وشوق.
فقد اعتاد أفراد الأسرة أن يجتمعوا في هذا اليوم ويتبادلوا الأحاديث الجميلة
حيث يلاعب الأبُ صغاره فتنقضي الساعات وكأنّها دقائق.
في المساء خرجَ جميعُ أفراد الأسرة إلى السوق لشراء حوائجهم.
وعندما عادوا إلى المنزل، حملَ كلُّ واحد منهم كيساً.. لأن حَمْلَ الأكياس ليس مَهَمةً شاقة بنظر البراعم البريئة بقدر ما هو متعةٌ وعملٌ محبب يستحقّان المنافسة..
امتطى حَمَلةُ الأكياس الدّرَجَ، وما بين تدافعٍ وتسابق؛ أنجزوا المهمّة بنجاح، بينما راحت الأم تضعُ الأشياء في أماكنها.
لمْ تمضِ سوى دقائق معدودةٍ حتى دوّتْ صرخةُ محمد في أرجاء المنزل.
سكتَ لبرهةٍ ثمّ صرخَ بذُعرٍ للمرة الثانية...
لقد صرخ صرخة ثالثة ..!
أحسّت الأم أنّ هناك شيئاً غيرَ طبيعي يجري في الغرفة، الأمر الذي دفعها لتأجيل ترتيب الخضار والفواكه لترى ما يحدثُ عن كثب.
دخلت الأمُّ .. وإذْ بولدها تميم يلبسُ الكيس الأسود برأسه، ويطارد شقيقَه محمداً، كان محمدٌ يركض أمامه كظبيةٍ صغيرة تفرُّ من نمرٍ جائع..
أسرعَتِ الأمُّ، وانتزعت الكيسَ من رأس تميم، ثم ضمّت محمداً إلى صدرها وهدّأت من روعه وأعطته علبة َ حليب..
لقد أنسى طعمُ الحليب اللذيذ موقفَ الذعر الذي عاشه محمد لبعض الوقت..
عندئذ قالت الأم لمحمد: إنّ القناع الذي كان يلبسه تميم مجرّد كيس ...
هيّا المسه يا محمد، وهات علبة صلصالك الملوّنة وخبّئها فيه...
امتطى محمدٌ الكرسيّ، وأحضر علبةَ الصلصال من فوق الخزانة، ثمّ أودَعها الكيس، وراح يلوّح به...
توجّهت الأم بعد ذلك نحو تميم وقالت: هل أعجبك مافعلْتَه بأخيك ؟
ألا تعلم أنه ما زال صغيراً، ويخيفه أيّ شيء لا يألفه..؟ وربّما سبب له ذلك عقدة نفسية..
ألا تحبّ أخاك يا بنيّ ... ؟
تأثّر تميم وقال: أنا لم أقصد تخويفه، ولكن أردتُ اللعِبَ معه، ولم أكنْ أدري أنّ ارتداء الكيس بالرأس مخيفٌ لهذه الدرجة!
قالت الأم: كان ينبغي عليك أن تتوقّف عن اللعب عندما صرخَ أخوك.
ثمّ هل تعلم أن الكيسَ يحبس الهواء عن فمك وأنفك وربّما سبّب لك الاختناق؟؟
توجّه تميم من فَورهِ نحوَ شقيقه محمد، وصافحه بحنان، وقال له: سامحني يا محمد .. لن أخيفك بعد اليوم.
( منقول )
فقد اعتاد أفراد الأسرة أن يجتمعوا في هذا اليوم ويتبادلوا الأحاديث الجميلة
حيث يلاعب الأبُ صغاره فتنقضي الساعات وكأنّها دقائق.
في المساء خرجَ جميعُ أفراد الأسرة إلى السوق لشراء حوائجهم.
وعندما عادوا إلى المنزل، حملَ كلُّ واحد منهم كيساً.. لأن حَمْلَ الأكياس ليس مَهَمةً شاقة بنظر البراعم البريئة بقدر ما هو متعةٌ وعملٌ محبب يستحقّان المنافسة..
امتطى حَمَلةُ الأكياس الدّرَجَ، وما بين تدافعٍ وتسابق؛ أنجزوا المهمّة بنجاح، بينما راحت الأم تضعُ الأشياء في أماكنها.
لمْ تمضِ سوى دقائق معدودةٍ حتى دوّتْ صرخةُ محمد في أرجاء المنزل.
سكتَ لبرهةٍ ثمّ صرخَ بذُعرٍ للمرة الثانية...
لقد صرخ صرخة ثالثة ..!
أحسّت الأم أنّ هناك شيئاً غيرَ طبيعي يجري في الغرفة، الأمر الذي دفعها لتأجيل ترتيب الخضار والفواكه لترى ما يحدثُ عن كثب.
دخلت الأمُّ .. وإذْ بولدها تميم يلبسُ الكيس الأسود برأسه، ويطارد شقيقَه محمداً، كان محمدٌ يركض أمامه كظبيةٍ صغيرة تفرُّ من نمرٍ جائع..
أسرعَتِ الأمُّ، وانتزعت الكيسَ من رأس تميم، ثم ضمّت محمداً إلى صدرها وهدّأت من روعه وأعطته علبة َ حليب..
لقد أنسى طعمُ الحليب اللذيذ موقفَ الذعر الذي عاشه محمد لبعض الوقت..
عندئذ قالت الأم لمحمد: إنّ القناع الذي كان يلبسه تميم مجرّد كيس ...
هيّا المسه يا محمد، وهات علبة صلصالك الملوّنة وخبّئها فيه...
امتطى محمدٌ الكرسيّ، وأحضر علبةَ الصلصال من فوق الخزانة، ثمّ أودَعها الكيس، وراح يلوّح به...
توجّهت الأم بعد ذلك نحو تميم وقالت: هل أعجبك مافعلْتَه بأخيك ؟
ألا تعلم أنه ما زال صغيراً، ويخيفه أيّ شيء لا يألفه..؟ وربّما سبب له ذلك عقدة نفسية..
ألا تحبّ أخاك يا بنيّ ... ؟
تأثّر تميم وقال: أنا لم أقصد تخويفه، ولكن أردتُ اللعِبَ معه، ولم أكنْ أدري أنّ ارتداء الكيس بالرأس مخيفٌ لهذه الدرجة!
قالت الأم: كان ينبغي عليك أن تتوقّف عن اللعب عندما صرخَ أخوك.
ثمّ هل تعلم أن الكيسَ يحبس الهواء عن فمك وأنفك وربّما سبّب لك الاختناق؟؟
توجّه تميم من فَورهِ نحوَ شقيقه محمد، وصافحه بحنان، وقال له: سامحني يا محمد .. لن أخيفك بعد اليوم.
( منقول )