المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحبك أيها الشتاء!



زين العابدين
01-22-2008, 08:14 PM
أحبك أيها الشتاء !
أحب غيومك المتناطحة في الأعالي
تغشى السماء فتحجب زرقتها عن العيون
وتسطو على النور فتتركه قاتم الأحشاء
أحب خيوطك المتواصلة التي لا تنقطع
كأنها أغنية السماء للغبراء
أحب طيورك السوداء النازحة
هائمة بين الأشجار الجرداء
أو محلقة في الأجواء
أحب أشجارك العارية لأنها خلعت ثياباً قديمة
وطرحت أوراقاً ذاوية
تاركة لغيرها حق النماء
أحب عصافيرك التي تتوارى في الغيوم المدلهمة
وقد صرفها التأمل عن الغناء
أحب هامات الجبال المكتسبة بالثلوج
وبطونها التي في كل منحدر
منها ساقية تغنى
وفي كل منبطح جدول له خرير
أحب رائحة الأرض التي تنم
عن كنوز تنطوي عليها
فأفعم نفسي بشذاها
وأملأ قلبي من طيب ثراها

* * *
أحبك حيثما كنت أيها الشتاء !
أحبك وأنت تزجي إلى مدينتي الغيوم السوداء
تطرح على غامرها وعامرها شباكاً
من خيوطك المتواصلة
فما يبالي العاملون بك
ولا يفر الساعون منك
يمشون سراعاً تحت شباكك إلى العمل الذي يناديهم !

( يتبع )!!

moalma
01-22-2008, 08:30 PM
الشتاء لا يدوم طويلا


تسجيل متابعة

ونحن في انتظار النهاية



تقبل تقديري وإعجابي

moalma
01-22-2008, 08:31 PM
الشتاء لا يدوم طويلا


تسجيل متابعة

ونحن في انتظار النهاية



تقبل تقديري وإعجابي

زين العابدين
01-22-2008, 09:31 PM
شمس ..
أشكرك على مرورك الرائع
كلماتك ايتها الأخت الفاضلة
تفتح الازهار !!
وتقطر ندى !!
لولا الشتاء لحرمنا الربيع بوشيه
وأفوافه وأنواره ، والصيف وظلاله
الندية ونسماته الرخية وغلالة الوفية
والخريف وماأنضج من ثمر شهي
وفاكهة روية ..
للشتاءجماله الرائع

زين العابدين

وبدائع تدع القلوب ... تكاد من طرب تطير

izdehar
01-22-2008, 11:14 PM
ما ابدع الشتاء

في عمره القصير تملأنا الالفة

وفي خطوات برده القارصة

نحتمي بالدفء والحنان

الاخ الكريم زين

خاطرة جميلة معبرة

فيها موسيقى الشعر

تلملم ذراتنا حين اقبلت الغيوم فيها

حاملة للبرد والمطر

تسجيل حضور ومتابعة

احسنت واجدت

دمت بود

سلام

زين العابدين
01-25-2008, 03:00 AM
أحب هذه الحجب القاتمة التي يطرحونها على أبدانهم يتقون
بها برد الشتاء
إنهم يريدون أن يصافحوك تحت هذه السرابيل ولايريدون
منك فراراً
أحبك وأنت تغشى مدينتي لأنني أرى قلبها ينبض ويخفق
بهولاء المتزاحمين صفوفاً متراصة في كل شارع ؛ تدوي
أصواتهم في قلبك وقد كانت هامدة ، وتعلو حركتهم في جوك
وقد كانت خامدة
أحب أنفاسك المتراكمة عى المدينة حابسة أنفاسها فيها ...
أتروَّح هذه الأنفاس فلا أجد إلانفساً واحداً ، وأنت لو ميزت
هذا النفس لرأيت أنه خليط من أنفاس متباينة ؛
أنفاس زفرت من صدور عاملين بائسين ؛ وأنفاس خرجت
من رجال ونسوة مرحين
كلها صدتها أنفاسك تحت غيومك ، فردتها إلى المدينة
نفساً واحداً ، أكاد - إذا تروحته - أن أقول :هذا نفس
عاشقة تترنح ! وهذه زفرة بائس يتروح !
ولكني لاأجدها إلا نفساً واحداً متمازجاً ! يعبق في جو
المدينة ، وينسل إلى دور المدينة
فنهارك الحائل متحرك ، وليلك الحالك متحرك

* * *
هذه الحركة هي أبرز مظاهرك وخير ظواهرك ،
تنشأ وتنمو في حضنك أيها الشتاء !
أحب حركتك التي تدل على ثورة الأرض والسماء ،
فيك فكل شئ فيهما وبينهما ثائر يتحرك !
توحي غيومك المتناطحة معنى الحركة ، وتهدى
عواصفك الثائره ورياحك الجائره إلى الحركة ،
وتعلن في كل مكان نزلت فيه الحركة ...

* * *
أقم ماشئت ياشتاء !
ولتدلهم - ماشاءت - غيومك !
فأنني أحببت كل اضطرابك ، وأنست
باصطخابك ياعلامة النفس الحية الثائرة !

أحبك أيها الشتاء .. للكاتب خليل هنداوي
المصدر مجلة الرسالة .

مع تحيات ....
محبكم / زين العابدين

زين العابدين
01-25-2008, 03:10 AM
ازدهار...
كلامك ربيعا
واوراقه زهرة ندية
شكر الله لك على هذه
الكلمات ..
لافض فوك !!