المطيري
01-14-2008, 08:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في الحقيقة قرأت هذا الموضوع واستفدت كثيراً بما انني معلم للغة العربية واحببت ان اقوم بنقل
ذلك الموضوع الى هذا الصرح الجميل والرائع ..
التعثــــر الدراســــــــــــــي
بداية يجب التنويه إلى أن مجموعة المتعثرين دراسيا من الممكن أن تحتوي على الثلاثة أنماط السابقة أو على نمطين فقط و لا نستطيع أن نعين أي النمطين هم .
هل هم بطيئي التعلم وذوي صعوبات التعلم أو بطيئي التعلم وذوي التفريط التحصيلي أو ذوي صعوبات التعلم وذوي التفريط التحصيلي .
وبما أن لكل فئة تعريف خاص بها ومميزات و أساليب تشخيصية وعلاجية تختلف إلى حد ما عن الفئة الأخرى و إن كان ذوي صعوبات التعلم وبطيئي التعلم أقرب إلى بعضهم البعض من فئة التفريط التحصيلي إلا أننا مازلنا أمام أنماط مختلفة مما يدفعنا إلى اختيار أفضل أنواع العلاج التي يمكن أن تدفع بالفئات الثلاثة التي تمثلها مجموعة التلاميذ المتعثرين دراسيا .
المتعثرين دراسيا
ذوي صعوبات التعلم بطيئي التعلم ذوي التفريط التحصيلي
تعريفها تعريفها تعريفها
1-تعريف بطيئي التعلم :
إن مصطلح بطء التعلم ( slow learning) يطلق على الطفل الذي يكون غير قادر على مجاراة الأطفال الآخرين تعليميا أو تحصيليا في موضوع دراسي وهذا يعود لأسباب ظاهرة أو كامنة بحاجة إلى عملية تشخيص .
تسمية هؤلاء الطلاب ببطيئي التعلم تعني أنهم يستطيعون الاستفادة من التعلم العادي في الصف المدرسي ولكن بصعوبة كبيرة، ونسبة هؤلاء الطلاب تصل إلى واحد من كل خمسة طلاب في الصف وفي العادة الطالب الذي يكون بطيء التعلم في مادة معينة يكون بطيئا في بقية المواد مع وجود صعوبة في التنبؤ بتحصيله في معظم الحالات ، فقد يكون طالب ما بطيئا في تعلم مادة دراسية معينة ومتوسطا أو فوق المتوسط في تحصيل مادة دراسية أخرى .
• من الصفات المميزة لهذه النوعية من الطلاب
1. تأخر نموه أو ضعف بصره أو سمعه أو قدرته على الكلام أو عدم قدرته على التكيف
2. يحتاج بطيء التعلم وقت أكبر وشرح مبسط وزيادة في التدريب والإعادة والتمرين والمراجعة.
3. كما إن المادة العلمية التي تقدم له يجب أن تقسم إلى أجزاء صغيرة وسهلة مع إظهار العلاقة بينها وبين المعلومات التي يعرفها .
4. ومن صفات التلميذ من ناحية الزمن بمعنى سرعته في فهم وتعلم ما يوكل إليه من مهام تعليمية ، مقارنة بسرعة فهم وتعلم أقرانه في أداء نفس المهام التعليمية فإنه يحتاج أن يقضي وقتا زمنيا يساوي ضعف الزمن الذي يستغرقه الطفل العادي في التعلم .
2- تعريف صعوبات التعلم :
مفهوم صعوبات التعلم هو مفهوم يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الأفراد داخل الفصل الدراسي العادي ،ذوي ذكاء متوسط أو فوق المتوسط يظهرون اضطرابا في العمليات النفسية الأساسية والتي يظهر أثرها من خلال التباعد الواضح بين التحصيل المتوقع والتحصيل الفعلي لديهم في المهارات الأساسية، الفهم و استخدام اللغة المقروءة أو المسموعة والمجالات الأكاديمية الأخرى ، وان هذه الإضطرابات في العمليات النفسية الأساسية من المحتمل أنها ترجع إلى وجود خلل أو تأخر في نمو الجهاز العصبي المركزي .
ولا ترجع صعوبة تعلم هؤلاء الأطفال إلى وجود إعاقات حسية أو بدنية و لا يعانون من الحرمان البيتي سواء كان ذلك يتمثل في الحرمان الثقافي ، أو الإقتصادي أو نقص الفرصة للتعلم ، كما لا ترجع الصعوبة إلى الإضطرابات النفسية الشديدة .
3- التفريط التحصيلي :-
مفهوم التفريط التحصيلي يشير إلى مجموعة الأفراد ذوي الذكاء متوسط وفوق المتوسط و يظهرون تباعدا بين التحصيل الدراسي ، والقدرة أي الأداء المتوقع .
وذلك لا يعود لأسباب تتعلق ببطء التعلم أو الحاجة لوقت زمن أطول من الأفراد العاديين ، و لا بسبب صعوبات التعلم والخلل العصبي الوظيفي للمخ و إنما يعود لأسباب خاصة تتعلق بضعف الدافعية للإنجاز : وهي:-
بالنسبة المتعلم لامبالاة وإهمال دراسي.
المعلم طرق تدريس غير مجدية
والديه انشغال وعدم الإهتمام بالتعلم
الذاكرة المتابعة الإهتمام الزمن الوقت
طرق التدريس الدافعية والإنجاز المطلوب + طرق التدريس
قصيرة المدى ذاكرة عاملة ذاكرة بعيدة المدى
تتم فيها عمليات معالجة للمعلومات
و استخدام الإستراتيجيات المناسبة
عند استخدام أي نوع من أنواع العلاج فإن النتائج سوف تحتوي على تقدم سريع وواضح لذوات التفريط التحصيلي يليه التحسن عند بطيئي التعلم و يأتي في المرتبة الأخيرة عند صعوبات التعلم .
س : ما أسباب وجود تلميذات في الخامس والثامن الابتدائي يعانين من التعثر الدراسي بشكل واضح ؟ وكيف تم انتقالهم من المراحل الدراسية السابقة إلى الحالية.
مرحلة ما قبل العلاج .
تحديد المشكلة : 1- تتعلق بالذاكرة في حال ذوي صعوبات التعلم .
2- وتتعلق بالزمن أي الوقت الدراسي لبطيئي التعلم .
3- تتعلق بالعناية والمتابعة والاهتمام وتعديل السلوك في حال ذوي التفريط
التحصيلي .
( المشكلة عند ذوي صعوبات التعلم) تتمثل في:-
الذاكرة العاملة – الذاكرة بعيدة المدى – التجهيز و المعالجة للمعلومات .
أولا ً:الذاكرة العاملة:-
تعتبر الجزء الأهم في معالجة المعلومات Information Processing وقد توصلت الدراسات التي أجريت عليها إلى مدى أهميتها في التمييز بين ذوي صعوبات التعلم والعاديين.
ففي دراســة Kroesbergen,& et.al, 2003) ) التي وصفت العجز المعرفي المحدد للطلبة الذين لديهم صعوبات في تعلم الرياضيات , حيث يظهرون عجزاً في الذاكرة العاملة، وفي تخزين واستعادة الحقائق الرياضية من الذاكرة بعيدة المدى، وكذلك أظهروا عجزهم في معالجة الأرقام ومهارات في حل المشكلات، كما أن درجات أدائهم في الاختبارات المتعلقة بالتنظيم والإدراك الحسي كانت منخفضة.
كما أن الذاكرة العاملة تمثل الجزء الحيوي من نظام الذاكرة الكلي ولقد وُصفت بأنها مركز الوعي (الإدراك والفهم) في (IPS) Information Processing System( نظام معالجة المعلومات) . فعندما نفكر بإدراك شيء ما أو نحاول تذكر حقيقة معينة نكون قد استخدمنا ذاكرتنا العاملة، إن الذاكرة العاملة تقرر كيف نتعامل مع المؤثرات المختلفة عندما نستدخل المادة العلمية إلى داخلها حيث تنشأ ثلاث أحداث هامة:
1ـ تفقد المعلومات أو تنسى.
2ـ تحفظ المعلومات في الذاكرة العاملة لمدة قصيرة عندما تكون المعالجة عن طريق تكرارها مرة تلو الأخرى.
3ـ تعالج المعلومات وتنظم بشكل أفضل عند استخدام استراتيجيات تعليمية تؤدي أو تساعد على الاحتفاظ بهذه المعلومات وتخزينها في الذاكرة بعيدة المدى.
وهذا ما يجعل الذاكرة العاملة ذات أهمية قصوى للأفراد في معالجة المعلومات حيث ترتبط ارتباطا وثيقا في مدى كفاءة معالجة المعلومات بمعنى أن المعالجة الأعمق للمعلومات تنتج ذاكرة أقوى وأكثر كفاءة مقارنة بالمعالجة السطحية والهامشية.
ويؤثر ذلك بشكل مباشر على كفاءة التمثيل المعرفي الذي يرتبط بدوره بنظام معالجة المعلومات ويتأثر بمستوى المعالجة بحيث تنتج المعالجة السطحية الهشة بنية معرفية فيها المعلومات تبقى طافية غير مسكنة مما يجعلها تفقد وتنسى مما يؤدي إلى ضعف كفاءة التمثيل المعرفي، أما مستوى المعالجة الأعمق للمعلومات بمعنى توظيف طاقة أكبر وجهد أكثر لترميز وتنظيم المعلومات فيؤدي لاحقا إلى كفاءة التمثيل المعرفي للمعلومات.
ثانياً: الذاكرة بعيدة المدى:-
إن الذاكرة بعيدة المدى تخزن جميع ما تمتلكه من معلومات والتي لا يتم استخدامها حالا، وبوجه عام يفترض أن يكون تخزين المعلومات في الذاكرة بعيدة المدى (long term memory) دائمة Permanent بمعنى أن المعلومات لا تضعف ولا تضيع كليا أو تضمحل إلا في حالة القصور الطبيعي (العجز) حيث ينظر خبراء التعليم لمشكلة النسيان على أنها عدم القدرة على استرجاع أو تعيين مكان المعلومات في الذاكرة بدلا من فكرة فقدان تلك المعلومات في الحالة الطبيعية.
وتمثل الذاكرة بعيدة المدى الجزء الأهم الثاني في نظام وتجهيز ومعالجة المعلومات وهو الجزء الذي يحتوي على البنية المعرفية بمعنى أن نظام تجهيز ومعالجة المعلومات نظام متكامل يبدأ من الذاكرة الحسية إلى الذاكرة العاملة ومن ثم الذاكرة بعيدة المدى فالعلاقة هنا علاقة متكاملة حيث ترتبط إحداهما بالأخرى.
وتبدأ عملية معالجة المعلومات من خلال استدخال هذه المعلومات من الذاكرة العاملة إلى الذاكرة بعيدة المدى بعد أن تتم معالجتها وتجهيزها كأن تكرر كي تمكث في الذاكرة أو أن تصنف وتنظم وتوصل Connected أي تربط وتخزن مع معلومات موجودة سابقاً في الذاكرة بعيدة المدى (البنية المعرفية) مما يسهل عملية استدعائها واسترجاعها في وقت لاحق عند الحاجة لها.
ولقد أثبتت العديد من الدراســات Catts,&et.al., 2002 Miller, 2001, أن ذوي صعوبات التعلم يعانون من بطء في معالجة المعلومات مما يؤدي معه إلى فقد للمعلومات المستدخلة خلال عملية المعالجة مما يترتب عليه صعوبات الفهم القرائي، وبطء في الاستجابات على المهمات اللغوية، كما أظهرت النتائج ضعفاً لغوياً أي ضُعفاً في الحصيلة اللغوية والمفاهيمية بسبب التجهيز والمعالجة للمعلومات.
والتعليم لا يتم إلا إذا احتفظ الفرد بالمعلومات والمفاهيم، وإن الطريقة الأنجح لحفظ المعلومات وتخزينها هي أن تجعل هذه المعلومات ذات معنى أي( الفهم ذو المعنى) وأن تدمجها مع معلومات أخرى سابقة معروفة في الذاكرة.
وتملك الذاكرة بعيدة المدى أهميتها باعتبارها الوعاء الذي يتم فيه الاحتفاظ بالمعلومات والاحتفاظ هنا Retention بمعنى توافر شرط الاحتفاظ القصدي للمعلومات والمعارف، القائم على إدراك أهمية المعلومات والمعارف، وذلك لإثراء البنية المعرفية بالمعلومات التي تمثل القاعدة أو الأساس الذي يقوم عليه التمثيل المعرفي.
كما أن الخلفية المعرفية للفرد ـ المعرفة السابقة ـ والمخزنة في الذاكرة على شكل خطة Scheme يمكنها التأثير في ترجمة البيانات المدركة وفهم المعنى وتساعد على اكتساب المعرفة وتسهيل عملية الاحتفاظ والفهم.
فعملية اكتساب المعرفة ينظر إليها كخط مستقيم لا يمكن تجزئته، يبدأ من البسيط إلى المعقد Continuum فالتعليم الأكثر تعقيدا هو ما يحتوي على فهم الأفكار الرئيسة في مهنة ما وحل مشاكل حرفية في علم الجبر، أو مقارنة وتباين قصيدتين كتبهما كاتبان مختلفان ويعتبر استدعاء أسماء، وتواريخ، وربط كلمة باللغة الإنجليزية بكلمة باللغة الفرنسية معرفة بسيطة تعتمد على استراتيجيات الحفظ من التكرار، أما التعليم أو المعرفة الأكثر تعقيدا فتحتاج إلى استراتيجيات( الفهم ذو المعنى ) حيث يصف خبراء التعليم تميزاً واضحا بين الحفظ و(الفهم ذو المعنى) Meaningful حيث يتعلم التلاميذ من التكرار دون محاولة لفهم المادة، أما في التعلم ذو المعنى فإن التلميذ يحاول أن يفهم المعلومات كي تخزن في LTM ويتم الاحتفاظ بها وتسترجع عند الحاجة لها.
ومن أكبر المشاكل التي تواجه التلاميذ خلال وقت الامتحانات هي أن هؤلاء التلاميذ لا يتعلمون المادة العلمية بطريقة يفهمون بها تلك المادة وذلك بربطهم المعلومات التي سبق أن تعلموها أو المعرفة لهم سابقا، فتكون النتيجة بعد 24 ساعة من انتهاء الاختبار بأن هناك معلومات قليلة جدا تحفظ في الذاكرة .
إذا لا يمكننا تعريف تجهيز ومعالجة المعلومات بأنها عملية التصنيف والتنظيم وربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة وتخزينها في الذاكرة بعيدة المدى، مما يساعد على الاحتفاظ بها ويسهل عملية الاستدعاء اللاحق لهذه المعلومات وتتطلب هذه العملية وقتا وجهدا لنقل وتحريك هذه المعلومات إلى داخل المخزن طويل المدى.
فالمعلومات التي يتم تجهيزها ومعالجتها بالترميز و(الفهم ذو المعنى) والتنظيم هي فقط التي يتم الاحتفاظ بها لفترات طويلة، وهي التي تصبح جزءا من نسيج البنية المعرفية، وذلك لأنها أصبحت قائمة ومخزنة في الذاكرة كمحتوى معرفي للفرد. أما المعلومات التي يتم الاحتفاظ بها عن طريق استراتيجية التكرار فقط فإن أثر التكرار على الحفظ والاستدعاء يكون ضعيفا، ويطلق على التجهيز والمعالجة بهذا المستوى التجهيز السطحي أو الهامشي، أما التجهيز ذو المعنى فهو التجهيز والمعالجة الأعمق.
ثالثا :نظام معالجة المعلومات Information Process System:-
وهو المنحى الذي نتج عنه البحث في الأداء العقلي ، العمليات التي تزيد من معرفة الإنسان تسمى العمليات المعرفية و تحدث المعرفة عند الفرد بطريقة تراكمية وذلك بربط المعلومات الجديدة بالمعلومات القديمة الموجودة في الذاكرة مما يؤثر على معلوماته في المستقبل ومن خلال القصور المعرفي للسلوك اتجه علماء النفس المعرفيون اتجاها مختلفا في دراسة الذاكرة البشرية يتفق بشكل عام مع التصور المعرفي للسلوك ويعرف بمنحى معالجة المعلومات Approach Information Processing ).
ولفهم نظام معالجة المعلومات ، ولتوضيح كيفية اكتساب معرفة مهمة تتعلق بالتعليم و المعالجة داخل العقل و كيف يحدث التذكر و النسيان ، يجب دراسة نظام تجهيز و معالجة المعلومات .
استرجاع
ما يفقد من الذاكرة ما يفقد من الذاكرة
شكل رقم (أ)
إن نظام معالجة المعلومات يتوفر لدى جميع الأفراد سواء أكانوا ذوي صعوبات التعلم أو العاديين أو المتفوقين عقليا ولكن الاختلاف يكون في مستويات المعالجة للمعلومات عند كل منهم ، فهناك المستوى السطحى الهامشي وله نتائج معينة ومستوى المعالجة المتوسطة و المستوى العميق ولكل نتائجه أيضا و تؤثر هذه النتائج على نوعية التمثيل المعرفي والبنية المعرفية للفرد .
وهناك العديد من النظريات التي توضح كيف يتعلم الأفراد والتي تؤكد أن إحدى طرق فهم كيفية اكتساب أو فقدان المعلومات هي فهم نظام معالجة المعلومات .
من الشكل رقم(أ) السابق نستطيع أن نستوضح كيف يستطيع الفرد أن يخزن و يرمز ويسترجع المعلومات ، إن عملية التخزين هي إدخال ووضع المعلومات في الذاكرة ، أما الترميز فهو العملية المستخدمة لتغيير شكل المعلومات بطريقة معينة وذلك قبل تخزينها فالمعلومات لا يمكن تخزينها كما هي بالضبط ، مثلا : عندما يقرأ فرد كتابا ما فإنه يشتق المعنى من الكلمات التي قرأها فيخزن المعاني بدلا من الكلمات المحددة على الصفحة .
أما الإسترجاع فهي عملية التذكر أو اكتشاف المعلومات التي خزنت سابقا و أحيانا تكون عملية الإسترجاع سهلة وبسيطة و أحيانا أخرى فإن عملية الإسترجاع تتطلب تفكيرا عميقا وجهدا لكي يتم تذكرها ، وفي هذه المرحلة يجب توضيح ثلاثة نقاط هامة :
1- إن التعليم يتطلب إدخال المعلومات إلى الذاكرة طويلة المدى وهي عنصر من عناصر الذاكرة التي تحتفظ بالمعرفة والمهارات لمدد وفترات طويلة .
2- إن المعلومات والمعرفة التي تنسي سريعا تعنى أنها معلومات لم بتم تعلمها بشكل صحيح أو إننا لم نتعلمها حقا .
3- إن ما يحدد تذكرنا للمعلومات نوعية الإستراتيجيات المستخدمة لتخزين المعلومات بمعنى كيف نتعلم وما هي استراتيجيات تعلمنا المستخدمة ومدى فعاليتها .
ففي الشكل السابق يبدأ تدفق المعلومات و إدخالها من البيئة مثل الإدراك النظري لكلمات موجودة ، فتدخل هذه المعلومات إلى المخزن الحاسي قصير المدى وتخزن تلك المعلومات باختصار حتى يتم الإهتمام بها من قبل الذاكرة العاملة .
وكثير من المؤثرات التي تمر على الأفراد لا تدخل في الذاكرة العاملة عندما لا نقيم لها وزنا أو نوليها اهتماما ، لذا فإنه إذا لم تكن قد ركزت على معلومات معينة فسوف يكون هناك اهتمام قليل بالاحتفاظ ومن ثم صعوبة في استرجاع تلك المعلومات وذلك لأن اكتشافها أصلا لم يتم . وباختصار فإنه ما لم تكن هناك محاولات قصريه للاحتفاظ بالمعلومات فإن معظم مواد الكتب و الدروس في المدرسة لتُسجل داخل الذاكرة أو لن تتم معالجتها في الذاكرة .
ولأن خاصية الذاكرة العاملة ذات سعة محددة يكون كمية قليلة جدا من المعلومات في المخزن الحاسي والتي من الممكن معالجتها في الذاكرة العاملة ، و باعتبار نظرية معالجة المعلومات ، فإنها أي المعلومات تتم معالجتها قبل انتقالها إلى الذاكرة بعيدة المدى ، بمعنى أنه يجب أن يعمل المتعلم شيئا ما للمعلومات حتى يتم تخزينها في الذاكرة بعيدة المدى كأن يرمز المعلومات أو يفهم المعنى منها أو يربطها بمعلومات سابقة و ينظمها ، ونظرا للسعة المحدودة للذاكرة العاملة ( 5 – 20 ثانية ) فإن المعالجة يجب أن تتم بسرعة كبيرة .
ويعتبر مفهوم التعلم المعرفي كتجهيز و معالجة المعلومات هو طريقة الفرد المميزة و مستوى استقباله و استيعابه و معالجته للمادة المتعلمة أو المكتسبة و كيفية تعميمية و تمييزه و تحويله لها و كم الترابطات القصدية التي يستحدثها أو يشتقها أو ينتجها من المعلومات الجديدة المستدخلة و المعلومات القائمة في البناء المعرفي للفرد .
والإستيعاب هنا هو قدرة الفرد فهم العلاقات بين أنواع المعرفة ، والقدرة على تحليل و تفسير المواد المقروءة و تجزئتها إلى عناصرها ، وهو أيضا القدرة على قراءة النصوص بهدف استخلاص التفاصيل الهامة و الوصول إلى الأسباب والنتائج ( فهيم مصطفى ، 2002 ) .
ويتوقف تذكرنا للمفاهيم التي نتعلمها أو الخبرات التي تمر بنا على خبرتنا الأصلية و على البناء المعرفي لدينا و على اتجاهاتنا و ميولنا وقت عملية التفكير ( عبدالقادر كراجة ، 1997 ) .
وتمثل الذاكرة بنوعيها أهم مكونات نظام تجهيز و معالجة المعلومات ، كالذاكرة العاملة و الذاكرة بعيدة المدى .
الحلول المناسبة من وجهة نظر علم النفس المعرفي:-
• اختيار الإستراتيجيات المستخدمة في التعلم بما يتلاءم مع المهمة المطلوبة .
• الاحتفاظ بالمعلومات وبهدف النجاح بالإمتحانات مما يظهر الضعف والعجز التراكمي عند التلاميذ بالرغم من انتقالهم من مرحلة دراسية إلى أخرى .
• طرق التعلم والتدريس بحاجة لنقلة فعلية ( متطورة – ذات فاعلية- .
• طريقة اختيار أسئلة الامتحانات ( استنتاجيه أم مباشرة) .
• توفير الزمن الكافي والمناسب + تقديم الإستراتيجيات المعينة المناسبة .
• تقديم الرعاية بمساعدة الأسرة + العمل على زيادة الدافعية و الإنجاز .
• استخدام تعديل السلوك .
• تقدم العلاج داخل مختبرات خاصة تتشابه مع المختبرات وذلك لأن كل من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم _ البطيئي يحتاجون للتركيز على الإدراك السمعي باستخدام سماعات خاصة تحدد اتجاه الصورة + الإدراك البصري باستخدام وسائل متعددة تقلل التشتت مناسبة لكل مهمة .
دمج فصل
( دمج المتعثرين في الفصول العادية ) ( الفصل التام في داخل الفصول
العادية)
1. أن تشترك الطريقتان ( فصل + الدمج )
2. توفير مختبرات لغوية وذلك لتقديم المعلومات بالتركيز على الإدراك الحسي والإدراك البصري باستخدام وسائل متقدمة .
3. ربط المعلومات السابقة مع المعلومات الجديدة " أفضل الطرق والإستراتيجيات لإبقاء المعلومات في الذاكرة بعيدة المدى لفترة زمنية طويلة " .
م ن ق و ل
المطيري
في الحقيقة قرأت هذا الموضوع واستفدت كثيراً بما انني معلم للغة العربية واحببت ان اقوم بنقل
ذلك الموضوع الى هذا الصرح الجميل والرائع ..
التعثــــر الدراســــــــــــــي
بداية يجب التنويه إلى أن مجموعة المتعثرين دراسيا من الممكن أن تحتوي على الثلاثة أنماط السابقة أو على نمطين فقط و لا نستطيع أن نعين أي النمطين هم .
هل هم بطيئي التعلم وذوي صعوبات التعلم أو بطيئي التعلم وذوي التفريط التحصيلي أو ذوي صعوبات التعلم وذوي التفريط التحصيلي .
وبما أن لكل فئة تعريف خاص بها ومميزات و أساليب تشخيصية وعلاجية تختلف إلى حد ما عن الفئة الأخرى و إن كان ذوي صعوبات التعلم وبطيئي التعلم أقرب إلى بعضهم البعض من فئة التفريط التحصيلي إلا أننا مازلنا أمام أنماط مختلفة مما يدفعنا إلى اختيار أفضل أنواع العلاج التي يمكن أن تدفع بالفئات الثلاثة التي تمثلها مجموعة التلاميذ المتعثرين دراسيا .
المتعثرين دراسيا
ذوي صعوبات التعلم بطيئي التعلم ذوي التفريط التحصيلي
تعريفها تعريفها تعريفها
1-تعريف بطيئي التعلم :
إن مصطلح بطء التعلم ( slow learning) يطلق على الطفل الذي يكون غير قادر على مجاراة الأطفال الآخرين تعليميا أو تحصيليا في موضوع دراسي وهذا يعود لأسباب ظاهرة أو كامنة بحاجة إلى عملية تشخيص .
تسمية هؤلاء الطلاب ببطيئي التعلم تعني أنهم يستطيعون الاستفادة من التعلم العادي في الصف المدرسي ولكن بصعوبة كبيرة، ونسبة هؤلاء الطلاب تصل إلى واحد من كل خمسة طلاب في الصف وفي العادة الطالب الذي يكون بطيء التعلم في مادة معينة يكون بطيئا في بقية المواد مع وجود صعوبة في التنبؤ بتحصيله في معظم الحالات ، فقد يكون طالب ما بطيئا في تعلم مادة دراسية معينة ومتوسطا أو فوق المتوسط في تحصيل مادة دراسية أخرى .
• من الصفات المميزة لهذه النوعية من الطلاب
1. تأخر نموه أو ضعف بصره أو سمعه أو قدرته على الكلام أو عدم قدرته على التكيف
2. يحتاج بطيء التعلم وقت أكبر وشرح مبسط وزيادة في التدريب والإعادة والتمرين والمراجعة.
3. كما إن المادة العلمية التي تقدم له يجب أن تقسم إلى أجزاء صغيرة وسهلة مع إظهار العلاقة بينها وبين المعلومات التي يعرفها .
4. ومن صفات التلميذ من ناحية الزمن بمعنى سرعته في فهم وتعلم ما يوكل إليه من مهام تعليمية ، مقارنة بسرعة فهم وتعلم أقرانه في أداء نفس المهام التعليمية فإنه يحتاج أن يقضي وقتا زمنيا يساوي ضعف الزمن الذي يستغرقه الطفل العادي في التعلم .
2- تعريف صعوبات التعلم :
مفهوم صعوبات التعلم هو مفهوم يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الأفراد داخل الفصل الدراسي العادي ،ذوي ذكاء متوسط أو فوق المتوسط يظهرون اضطرابا في العمليات النفسية الأساسية والتي يظهر أثرها من خلال التباعد الواضح بين التحصيل المتوقع والتحصيل الفعلي لديهم في المهارات الأساسية، الفهم و استخدام اللغة المقروءة أو المسموعة والمجالات الأكاديمية الأخرى ، وان هذه الإضطرابات في العمليات النفسية الأساسية من المحتمل أنها ترجع إلى وجود خلل أو تأخر في نمو الجهاز العصبي المركزي .
ولا ترجع صعوبة تعلم هؤلاء الأطفال إلى وجود إعاقات حسية أو بدنية و لا يعانون من الحرمان البيتي سواء كان ذلك يتمثل في الحرمان الثقافي ، أو الإقتصادي أو نقص الفرصة للتعلم ، كما لا ترجع الصعوبة إلى الإضطرابات النفسية الشديدة .
3- التفريط التحصيلي :-
مفهوم التفريط التحصيلي يشير إلى مجموعة الأفراد ذوي الذكاء متوسط وفوق المتوسط و يظهرون تباعدا بين التحصيل الدراسي ، والقدرة أي الأداء المتوقع .
وذلك لا يعود لأسباب تتعلق ببطء التعلم أو الحاجة لوقت زمن أطول من الأفراد العاديين ، و لا بسبب صعوبات التعلم والخلل العصبي الوظيفي للمخ و إنما يعود لأسباب خاصة تتعلق بضعف الدافعية للإنجاز : وهي:-
بالنسبة المتعلم لامبالاة وإهمال دراسي.
المعلم طرق تدريس غير مجدية
والديه انشغال وعدم الإهتمام بالتعلم
الذاكرة المتابعة الإهتمام الزمن الوقت
طرق التدريس الدافعية والإنجاز المطلوب + طرق التدريس
قصيرة المدى ذاكرة عاملة ذاكرة بعيدة المدى
تتم فيها عمليات معالجة للمعلومات
و استخدام الإستراتيجيات المناسبة
عند استخدام أي نوع من أنواع العلاج فإن النتائج سوف تحتوي على تقدم سريع وواضح لذوات التفريط التحصيلي يليه التحسن عند بطيئي التعلم و يأتي في المرتبة الأخيرة عند صعوبات التعلم .
س : ما أسباب وجود تلميذات في الخامس والثامن الابتدائي يعانين من التعثر الدراسي بشكل واضح ؟ وكيف تم انتقالهم من المراحل الدراسية السابقة إلى الحالية.
مرحلة ما قبل العلاج .
تحديد المشكلة : 1- تتعلق بالذاكرة في حال ذوي صعوبات التعلم .
2- وتتعلق بالزمن أي الوقت الدراسي لبطيئي التعلم .
3- تتعلق بالعناية والمتابعة والاهتمام وتعديل السلوك في حال ذوي التفريط
التحصيلي .
( المشكلة عند ذوي صعوبات التعلم) تتمثل في:-
الذاكرة العاملة – الذاكرة بعيدة المدى – التجهيز و المعالجة للمعلومات .
أولا ً:الذاكرة العاملة:-
تعتبر الجزء الأهم في معالجة المعلومات Information Processing وقد توصلت الدراسات التي أجريت عليها إلى مدى أهميتها في التمييز بين ذوي صعوبات التعلم والعاديين.
ففي دراســة Kroesbergen,& et.al, 2003) ) التي وصفت العجز المعرفي المحدد للطلبة الذين لديهم صعوبات في تعلم الرياضيات , حيث يظهرون عجزاً في الذاكرة العاملة، وفي تخزين واستعادة الحقائق الرياضية من الذاكرة بعيدة المدى، وكذلك أظهروا عجزهم في معالجة الأرقام ومهارات في حل المشكلات، كما أن درجات أدائهم في الاختبارات المتعلقة بالتنظيم والإدراك الحسي كانت منخفضة.
كما أن الذاكرة العاملة تمثل الجزء الحيوي من نظام الذاكرة الكلي ولقد وُصفت بأنها مركز الوعي (الإدراك والفهم) في (IPS) Information Processing System( نظام معالجة المعلومات) . فعندما نفكر بإدراك شيء ما أو نحاول تذكر حقيقة معينة نكون قد استخدمنا ذاكرتنا العاملة، إن الذاكرة العاملة تقرر كيف نتعامل مع المؤثرات المختلفة عندما نستدخل المادة العلمية إلى داخلها حيث تنشأ ثلاث أحداث هامة:
1ـ تفقد المعلومات أو تنسى.
2ـ تحفظ المعلومات في الذاكرة العاملة لمدة قصيرة عندما تكون المعالجة عن طريق تكرارها مرة تلو الأخرى.
3ـ تعالج المعلومات وتنظم بشكل أفضل عند استخدام استراتيجيات تعليمية تؤدي أو تساعد على الاحتفاظ بهذه المعلومات وتخزينها في الذاكرة بعيدة المدى.
وهذا ما يجعل الذاكرة العاملة ذات أهمية قصوى للأفراد في معالجة المعلومات حيث ترتبط ارتباطا وثيقا في مدى كفاءة معالجة المعلومات بمعنى أن المعالجة الأعمق للمعلومات تنتج ذاكرة أقوى وأكثر كفاءة مقارنة بالمعالجة السطحية والهامشية.
ويؤثر ذلك بشكل مباشر على كفاءة التمثيل المعرفي الذي يرتبط بدوره بنظام معالجة المعلومات ويتأثر بمستوى المعالجة بحيث تنتج المعالجة السطحية الهشة بنية معرفية فيها المعلومات تبقى طافية غير مسكنة مما يجعلها تفقد وتنسى مما يؤدي إلى ضعف كفاءة التمثيل المعرفي، أما مستوى المعالجة الأعمق للمعلومات بمعنى توظيف طاقة أكبر وجهد أكثر لترميز وتنظيم المعلومات فيؤدي لاحقا إلى كفاءة التمثيل المعرفي للمعلومات.
ثانياً: الذاكرة بعيدة المدى:-
إن الذاكرة بعيدة المدى تخزن جميع ما تمتلكه من معلومات والتي لا يتم استخدامها حالا، وبوجه عام يفترض أن يكون تخزين المعلومات في الذاكرة بعيدة المدى (long term memory) دائمة Permanent بمعنى أن المعلومات لا تضعف ولا تضيع كليا أو تضمحل إلا في حالة القصور الطبيعي (العجز) حيث ينظر خبراء التعليم لمشكلة النسيان على أنها عدم القدرة على استرجاع أو تعيين مكان المعلومات في الذاكرة بدلا من فكرة فقدان تلك المعلومات في الحالة الطبيعية.
وتمثل الذاكرة بعيدة المدى الجزء الأهم الثاني في نظام وتجهيز ومعالجة المعلومات وهو الجزء الذي يحتوي على البنية المعرفية بمعنى أن نظام تجهيز ومعالجة المعلومات نظام متكامل يبدأ من الذاكرة الحسية إلى الذاكرة العاملة ومن ثم الذاكرة بعيدة المدى فالعلاقة هنا علاقة متكاملة حيث ترتبط إحداهما بالأخرى.
وتبدأ عملية معالجة المعلومات من خلال استدخال هذه المعلومات من الذاكرة العاملة إلى الذاكرة بعيدة المدى بعد أن تتم معالجتها وتجهيزها كأن تكرر كي تمكث في الذاكرة أو أن تصنف وتنظم وتوصل Connected أي تربط وتخزن مع معلومات موجودة سابقاً في الذاكرة بعيدة المدى (البنية المعرفية) مما يسهل عملية استدعائها واسترجاعها في وقت لاحق عند الحاجة لها.
ولقد أثبتت العديد من الدراســات Catts,&et.al., 2002 Miller, 2001, أن ذوي صعوبات التعلم يعانون من بطء في معالجة المعلومات مما يؤدي معه إلى فقد للمعلومات المستدخلة خلال عملية المعالجة مما يترتب عليه صعوبات الفهم القرائي، وبطء في الاستجابات على المهمات اللغوية، كما أظهرت النتائج ضعفاً لغوياً أي ضُعفاً في الحصيلة اللغوية والمفاهيمية بسبب التجهيز والمعالجة للمعلومات.
والتعليم لا يتم إلا إذا احتفظ الفرد بالمعلومات والمفاهيم، وإن الطريقة الأنجح لحفظ المعلومات وتخزينها هي أن تجعل هذه المعلومات ذات معنى أي( الفهم ذو المعنى) وأن تدمجها مع معلومات أخرى سابقة معروفة في الذاكرة.
وتملك الذاكرة بعيدة المدى أهميتها باعتبارها الوعاء الذي يتم فيه الاحتفاظ بالمعلومات والاحتفاظ هنا Retention بمعنى توافر شرط الاحتفاظ القصدي للمعلومات والمعارف، القائم على إدراك أهمية المعلومات والمعارف، وذلك لإثراء البنية المعرفية بالمعلومات التي تمثل القاعدة أو الأساس الذي يقوم عليه التمثيل المعرفي.
كما أن الخلفية المعرفية للفرد ـ المعرفة السابقة ـ والمخزنة في الذاكرة على شكل خطة Scheme يمكنها التأثير في ترجمة البيانات المدركة وفهم المعنى وتساعد على اكتساب المعرفة وتسهيل عملية الاحتفاظ والفهم.
فعملية اكتساب المعرفة ينظر إليها كخط مستقيم لا يمكن تجزئته، يبدأ من البسيط إلى المعقد Continuum فالتعليم الأكثر تعقيدا هو ما يحتوي على فهم الأفكار الرئيسة في مهنة ما وحل مشاكل حرفية في علم الجبر، أو مقارنة وتباين قصيدتين كتبهما كاتبان مختلفان ويعتبر استدعاء أسماء، وتواريخ، وربط كلمة باللغة الإنجليزية بكلمة باللغة الفرنسية معرفة بسيطة تعتمد على استراتيجيات الحفظ من التكرار، أما التعليم أو المعرفة الأكثر تعقيدا فتحتاج إلى استراتيجيات( الفهم ذو المعنى ) حيث يصف خبراء التعليم تميزاً واضحا بين الحفظ و(الفهم ذو المعنى) Meaningful حيث يتعلم التلاميذ من التكرار دون محاولة لفهم المادة، أما في التعلم ذو المعنى فإن التلميذ يحاول أن يفهم المعلومات كي تخزن في LTM ويتم الاحتفاظ بها وتسترجع عند الحاجة لها.
ومن أكبر المشاكل التي تواجه التلاميذ خلال وقت الامتحانات هي أن هؤلاء التلاميذ لا يتعلمون المادة العلمية بطريقة يفهمون بها تلك المادة وذلك بربطهم المعلومات التي سبق أن تعلموها أو المعرفة لهم سابقا، فتكون النتيجة بعد 24 ساعة من انتهاء الاختبار بأن هناك معلومات قليلة جدا تحفظ في الذاكرة .
إذا لا يمكننا تعريف تجهيز ومعالجة المعلومات بأنها عملية التصنيف والتنظيم وربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة وتخزينها في الذاكرة بعيدة المدى، مما يساعد على الاحتفاظ بها ويسهل عملية الاستدعاء اللاحق لهذه المعلومات وتتطلب هذه العملية وقتا وجهدا لنقل وتحريك هذه المعلومات إلى داخل المخزن طويل المدى.
فالمعلومات التي يتم تجهيزها ومعالجتها بالترميز و(الفهم ذو المعنى) والتنظيم هي فقط التي يتم الاحتفاظ بها لفترات طويلة، وهي التي تصبح جزءا من نسيج البنية المعرفية، وذلك لأنها أصبحت قائمة ومخزنة في الذاكرة كمحتوى معرفي للفرد. أما المعلومات التي يتم الاحتفاظ بها عن طريق استراتيجية التكرار فقط فإن أثر التكرار على الحفظ والاستدعاء يكون ضعيفا، ويطلق على التجهيز والمعالجة بهذا المستوى التجهيز السطحي أو الهامشي، أما التجهيز ذو المعنى فهو التجهيز والمعالجة الأعمق.
ثالثا :نظام معالجة المعلومات Information Process System:-
وهو المنحى الذي نتج عنه البحث في الأداء العقلي ، العمليات التي تزيد من معرفة الإنسان تسمى العمليات المعرفية و تحدث المعرفة عند الفرد بطريقة تراكمية وذلك بربط المعلومات الجديدة بالمعلومات القديمة الموجودة في الذاكرة مما يؤثر على معلوماته في المستقبل ومن خلال القصور المعرفي للسلوك اتجه علماء النفس المعرفيون اتجاها مختلفا في دراسة الذاكرة البشرية يتفق بشكل عام مع التصور المعرفي للسلوك ويعرف بمنحى معالجة المعلومات Approach Information Processing ).
ولفهم نظام معالجة المعلومات ، ولتوضيح كيفية اكتساب معرفة مهمة تتعلق بالتعليم و المعالجة داخل العقل و كيف يحدث التذكر و النسيان ، يجب دراسة نظام تجهيز و معالجة المعلومات .
استرجاع
ما يفقد من الذاكرة ما يفقد من الذاكرة
شكل رقم (أ)
إن نظام معالجة المعلومات يتوفر لدى جميع الأفراد سواء أكانوا ذوي صعوبات التعلم أو العاديين أو المتفوقين عقليا ولكن الاختلاف يكون في مستويات المعالجة للمعلومات عند كل منهم ، فهناك المستوى السطحى الهامشي وله نتائج معينة ومستوى المعالجة المتوسطة و المستوى العميق ولكل نتائجه أيضا و تؤثر هذه النتائج على نوعية التمثيل المعرفي والبنية المعرفية للفرد .
وهناك العديد من النظريات التي توضح كيف يتعلم الأفراد والتي تؤكد أن إحدى طرق فهم كيفية اكتساب أو فقدان المعلومات هي فهم نظام معالجة المعلومات .
من الشكل رقم(أ) السابق نستطيع أن نستوضح كيف يستطيع الفرد أن يخزن و يرمز ويسترجع المعلومات ، إن عملية التخزين هي إدخال ووضع المعلومات في الذاكرة ، أما الترميز فهو العملية المستخدمة لتغيير شكل المعلومات بطريقة معينة وذلك قبل تخزينها فالمعلومات لا يمكن تخزينها كما هي بالضبط ، مثلا : عندما يقرأ فرد كتابا ما فإنه يشتق المعنى من الكلمات التي قرأها فيخزن المعاني بدلا من الكلمات المحددة على الصفحة .
أما الإسترجاع فهي عملية التذكر أو اكتشاف المعلومات التي خزنت سابقا و أحيانا تكون عملية الإسترجاع سهلة وبسيطة و أحيانا أخرى فإن عملية الإسترجاع تتطلب تفكيرا عميقا وجهدا لكي يتم تذكرها ، وفي هذه المرحلة يجب توضيح ثلاثة نقاط هامة :
1- إن التعليم يتطلب إدخال المعلومات إلى الذاكرة طويلة المدى وهي عنصر من عناصر الذاكرة التي تحتفظ بالمعرفة والمهارات لمدد وفترات طويلة .
2- إن المعلومات والمعرفة التي تنسي سريعا تعنى أنها معلومات لم بتم تعلمها بشكل صحيح أو إننا لم نتعلمها حقا .
3- إن ما يحدد تذكرنا للمعلومات نوعية الإستراتيجيات المستخدمة لتخزين المعلومات بمعنى كيف نتعلم وما هي استراتيجيات تعلمنا المستخدمة ومدى فعاليتها .
ففي الشكل السابق يبدأ تدفق المعلومات و إدخالها من البيئة مثل الإدراك النظري لكلمات موجودة ، فتدخل هذه المعلومات إلى المخزن الحاسي قصير المدى وتخزن تلك المعلومات باختصار حتى يتم الإهتمام بها من قبل الذاكرة العاملة .
وكثير من المؤثرات التي تمر على الأفراد لا تدخل في الذاكرة العاملة عندما لا نقيم لها وزنا أو نوليها اهتماما ، لذا فإنه إذا لم تكن قد ركزت على معلومات معينة فسوف يكون هناك اهتمام قليل بالاحتفاظ ومن ثم صعوبة في استرجاع تلك المعلومات وذلك لأن اكتشافها أصلا لم يتم . وباختصار فإنه ما لم تكن هناك محاولات قصريه للاحتفاظ بالمعلومات فإن معظم مواد الكتب و الدروس في المدرسة لتُسجل داخل الذاكرة أو لن تتم معالجتها في الذاكرة .
ولأن خاصية الذاكرة العاملة ذات سعة محددة يكون كمية قليلة جدا من المعلومات في المخزن الحاسي والتي من الممكن معالجتها في الذاكرة العاملة ، و باعتبار نظرية معالجة المعلومات ، فإنها أي المعلومات تتم معالجتها قبل انتقالها إلى الذاكرة بعيدة المدى ، بمعنى أنه يجب أن يعمل المتعلم شيئا ما للمعلومات حتى يتم تخزينها في الذاكرة بعيدة المدى كأن يرمز المعلومات أو يفهم المعنى منها أو يربطها بمعلومات سابقة و ينظمها ، ونظرا للسعة المحدودة للذاكرة العاملة ( 5 – 20 ثانية ) فإن المعالجة يجب أن تتم بسرعة كبيرة .
ويعتبر مفهوم التعلم المعرفي كتجهيز و معالجة المعلومات هو طريقة الفرد المميزة و مستوى استقباله و استيعابه و معالجته للمادة المتعلمة أو المكتسبة و كيفية تعميمية و تمييزه و تحويله لها و كم الترابطات القصدية التي يستحدثها أو يشتقها أو ينتجها من المعلومات الجديدة المستدخلة و المعلومات القائمة في البناء المعرفي للفرد .
والإستيعاب هنا هو قدرة الفرد فهم العلاقات بين أنواع المعرفة ، والقدرة على تحليل و تفسير المواد المقروءة و تجزئتها إلى عناصرها ، وهو أيضا القدرة على قراءة النصوص بهدف استخلاص التفاصيل الهامة و الوصول إلى الأسباب والنتائج ( فهيم مصطفى ، 2002 ) .
ويتوقف تذكرنا للمفاهيم التي نتعلمها أو الخبرات التي تمر بنا على خبرتنا الأصلية و على البناء المعرفي لدينا و على اتجاهاتنا و ميولنا وقت عملية التفكير ( عبدالقادر كراجة ، 1997 ) .
وتمثل الذاكرة بنوعيها أهم مكونات نظام تجهيز و معالجة المعلومات ، كالذاكرة العاملة و الذاكرة بعيدة المدى .
الحلول المناسبة من وجهة نظر علم النفس المعرفي:-
• اختيار الإستراتيجيات المستخدمة في التعلم بما يتلاءم مع المهمة المطلوبة .
• الاحتفاظ بالمعلومات وبهدف النجاح بالإمتحانات مما يظهر الضعف والعجز التراكمي عند التلاميذ بالرغم من انتقالهم من مرحلة دراسية إلى أخرى .
• طرق التعلم والتدريس بحاجة لنقلة فعلية ( متطورة – ذات فاعلية- .
• طريقة اختيار أسئلة الامتحانات ( استنتاجيه أم مباشرة) .
• توفير الزمن الكافي والمناسب + تقديم الإستراتيجيات المعينة المناسبة .
• تقديم الرعاية بمساعدة الأسرة + العمل على زيادة الدافعية و الإنجاز .
• استخدام تعديل السلوك .
• تقدم العلاج داخل مختبرات خاصة تتشابه مع المختبرات وذلك لأن كل من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم _ البطيئي يحتاجون للتركيز على الإدراك السمعي باستخدام سماعات خاصة تحدد اتجاه الصورة + الإدراك البصري باستخدام وسائل متعددة تقلل التشتت مناسبة لكل مهمة .
دمج فصل
( دمج المتعثرين في الفصول العادية ) ( الفصل التام في داخل الفصول
العادية)
1. أن تشترك الطريقتان ( فصل + الدمج )
2. توفير مختبرات لغوية وذلك لتقديم المعلومات بالتركيز على الإدراك الحسي والإدراك البصري باستخدام وسائل متقدمة .
3. ربط المعلومات السابقة مع المعلومات الجديدة " أفضل الطرق والإستراتيجيات لإبقاء المعلومات في الذاكرة بعيدة المدى لفترة زمنية طويلة " .
م ن ق و ل
المطيري