bodalal
01-05-2008, 03:52 PM
قامت الكنيسة بإغلاق أكاديمية أفلاطون - التي كانت بمثابة رمزاً وامتداداً للفلسفة الإغريقية بل وللحضارة اليونانية برمتها – في عام 529 بعد الميلاد، ومنذ ذلك الحين بدأ في أوروبا نظام رهباني استولت فيه الكنيسة على التعليم بكل مجالاته، وعلى التفسير بل وحتى على التفكير، وغشي العالم الغربي الجهل والظلام وأمست الحكايات الشعبية والخرافات مرتعاً لكل طالب للشهرة وحتى للعلماء أنفسهم بعد أن منعوا من تداول كتب الفلسفة وحرقوا وهم أحياء لمجرد القول برأي يخالف ما تراه الكنسية.
وأصبح مصطلح " العصور الوسطى " التي امتدت قرابة الألف عام يطلق على تلك الفترة التي قيّد فيها العقل بقيود الجهل والأساطير والخرافات، ولا يزال هذا المصلح يستخدم في الأدبيات حتى يومنا هذا لوصف كل فكر متحجر لا يستند إلى منطق العقل وحقائق العلم وعلى كل ما هو تسلطي بالمعنى السلبي للكلمة. وفي تلك الفترة المظلمة من تاريخ أوروبا اتخذ النظام التعليمي شكله المدرسي المعروف حتى يومنا هذا، فقد ازدهرت المدارس الرهبانية والأديرة والكاتدرائيات الأولى، فكانت المدارس تقام داخل الكاتدرائيات إلى بدايات سنة 1200 م حيث أنشأت أول جامعة بالمعنى الحديث في فرسنا وهي جامعة السوربون وكانت تتبع نظام المادة التي تدرس هي التي تحدد اختيار الكلية وهو الأمر القائم حتى أيامنا هذه في الدراسة الجامعية.
وفي الطرف الآخر من العالم، وفي نفس تلك الفترة كان المسلمون يعيشون أزهى عصور التقدم والثراء الحضاري والثقافي، حيث كانت توزن الكتب المؤلفة أو المترجمة بالذهب تقديراً للعلم ومكانة العلماء. وأسفرت جهود علماء المسلمين في حفظ التراث الفكري اليوناني الذي أعيدت ترجمته وإحياؤه من جديد بعد ذلك.
واليوم، حين ننظر في واقع العالم الإسلامي، فإننا لا نجد إلا ظاهرتي الاستهلاك المادي لكل ما تنتجه الحضارة الغربية، والاجترار الثقافي لكل ما قاله الفلاسفة الغربيون. فلا إنتاج مادي ولا فكري يرقى إلى ذلك الإرث الحضاري الذي أسسه المسلمون طوال أعوام طغى عليها الجهل والظلام. والمرء يقف حائراً أمام هذا السؤال الكبير، لماذا توقف المسلمون عن الإبداع وعجزوا عن أن يخطو الخطوة الأخيرة نحو امتلاك زمام العلم والتكنولوجيا بعد ذلك في الوقت الذي كانت جميع العوامل والوسائل مهيأة لتلك الخطوة؟!
لست معنياً في الحقيقة بهذا الأمر، ولا أقصد من هذا المقال مناقشة تاريخ عفا عليه الزمان أو البحث عن إجابة يعرفها الجميع، وإنما أحببت أن أطرح هذه المقاربة لإثارة سؤال مشابه ربما يشغل بال كثير من أهل الكويت اليوم، لماذا تراجعت الكويت وهي التي كانت مركزاً وإشعاعاً حضارياً وثقافياً في المنطقة وكانت مهيأة أكثر من غيرها لتكون مقصد الفكر والثقافة والاقتصاد حتى أمسينا في حالة اجترار للماضي وندب الحال والبكاء على الأطلال؟!
وأصبح مصطلح " العصور الوسطى " التي امتدت قرابة الألف عام يطلق على تلك الفترة التي قيّد فيها العقل بقيود الجهل والأساطير والخرافات، ولا يزال هذا المصلح يستخدم في الأدبيات حتى يومنا هذا لوصف كل فكر متحجر لا يستند إلى منطق العقل وحقائق العلم وعلى كل ما هو تسلطي بالمعنى السلبي للكلمة. وفي تلك الفترة المظلمة من تاريخ أوروبا اتخذ النظام التعليمي شكله المدرسي المعروف حتى يومنا هذا، فقد ازدهرت المدارس الرهبانية والأديرة والكاتدرائيات الأولى، فكانت المدارس تقام داخل الكاتدرائيات إلى بدايات سنة 1200 م حيث أنشأت أول جامعة بالمعنى الحديث في فرسنا وهي جامعة السوربون وكانت تتبع نظام المادة التي تدرس هي التي تحدد اختيار الكلية وهو الأمر القائم حتى أيامنا هذه في الدراسة الجامعية.
وفي الطرف الآخر من العالم، وفي نفس تلك الفترة كان المسلمون يعيشون أزهى عصور التقدم والثراء الحضاري والثقافي، حيث كانت توزن الكتب المؤلفة أو المترجمة بالذهب تقديراً للعلم ومكانة العلماء. وأسفرت جهود علماء المسلمين في حفظ التراث الفكري اليوناني الذي أعيدت ترجمته وإحياؤه من جديد بعد ذلك.
واليوم، حين ننظر في واقع العالم الإسلامي، فإننا لا نجد إلا ظاهرتي الاستهلاك المادي لكل ما تنتجه الحضارة الغربية، والاجترار الثقافي لكل ما قاله الفلاسفة الغربيون. فلا إنتاج مادي ولا فكري يرقى إلى ذلك الإرث الحضاري الذي أسسه المسلمون طوال أعوام طغى عليها الجهل والظلام. والمرء يقف حائراً أمام هذا السؤال الكبير، لماذا توقف المسلمون عن الإبداع وعجزوا عن أن يخطو الخطوة الأخيرة نحو امتلاك زمام العلم والتكنولوجيا بعد ذلك في الوقت الذي كانت جميع العوامل والوسائل مهيأة لتلك الخطوة؟!
لست معنياً في الحقيقة بهذا الأمر، ولا أقصد من هذا المقال مناقشة تاريخ عفا عليه الزمان أو البحث عن إجابة يعرفها الجميع، وإنما أحببت أن أطرح هذه المقاربة لإثارة سؤال مشابه ربما يشغل بال كثير من أهل الكويت اليوم، لماذا تراجعت الكويت وهي التي كانت مركزاً وإشعاعاً حضارياً وثقافياً في المنطقة وكانت مهيأة أكثر من غيرها لتكون مقصد الفكر والثقافة والاقتصاد حتى أمسينا في حالة اجترار للماضي وندب الحال والبكاء على الأطلال؟!