بي نظير بوتو ونورية الصبيح

[moalma]

بقلم دينا الطراح »عقل اإنسان حين يتمدد ليشمل فكرة جديدة لا يعود الى الوراء« (أوليفر ويندل هولمز) اغتيال الزعيمة السياسية لحزب الشعب المعارض بي نظير بوتو وضع مستقبل باكستان في مهب الريح ونحن في عالمنا المعاصر الذي يتميز بسمات معينة تستند الى الربط بين النظرية والتطبيق نتجت من التيارات السائدة فيه على نحو أثر في تطور الفكر التربوي بحكم تفاعله الحتمي بين العملية التربوية ومعطيات زمن الثورة المعلوماتية الذي تتم فيه.. غدت التربية هي أساس التنمية لأنها تمثل أداة المجتمع التي يستخدمها لنقل ثقافته التي تضمن له البقاء والاستمرارية وفق أساليب علمية مدروسة فالمعلومات والصور والكتب التي تتضمنها المناهج ما هي الا وسيلة لتجسيد أهداف الدولة وما يتم تلقينه لأبنائها هو ما ستراه من سلوكياتهم بالمستقبل القريب لأن التربية تقوم بتشكيل الانسان ثقافيا وفقا لما يريده المجتمع، واذا كنا نريد أن نفهم لماذا يفعل الناس ما يفعلون فلابد لنا أن نجد دلائل ترشدنا الى المرجعية التعليمية الأكثر تأثيرا وأهمية بالنسبة لهم التي يبنون عليها مستوى ثابتا من الثقة بالنفس وبالأخرين وباقتناعاتهم بالاضافة الى قدرتهم للتغلب على التحديات ومقياس امكانية تقييمهم معنى الأشياء بصورة أكثر فاعلية وأيضا امكانية تقييم ما عليهم أن يفعلوه.. فما حدث من اغتيال للزعيمة السياسية لحزب الشعب المعارض بي نظير بوتو وضع مستقبل باكستان كبلد في مهب الريح كما عبرت عنه (التايمز) البريطانية وقصة عودة بي نظير بوتو الى باكستان من منفاها الاختياري في 18 اكتوبر الماضي وكيفية قتلها الذي جاء بعد نحو شهرين من العودة كان ذروة الدراما لاغتيال مادي وسياسي لزعيمة يوليها الغرب أهمية ويعقد عليها الامل في انقاذ باكستان الحليفة في الحرب على الارهاب من الازمة السياسية الحادة التي شهدتها في الاونة الاخيرة، وفي الرواية الرسمية التي ساقتها الحكومة حول الكيفية التي قضت بها بوتو والتي اشارت الى ان رأسها ارتطم بسقف السيارة نتيجة شدة الانفجار الذي استهدفها بينما يشير مراسل صحيفة التايمزفي كراتشي الى الاطباء في المستشفى التي نقلت اليه فور وقوع الحادث الذين قالوا انها اصيبت برصاصتين الا ان بعضهم قال فيما بعد ان سبب الموت هو اصابتها بشظايا ناتجة من الانفجار..في النهاية تبقى حادثة مروعة وخطيرة جرت أحداثها في مجتمع ذي ثقافة منغلقة تشيع فيه أفكار ذات سمات تربوية متطرفة تستهين بالانسان وتسهل استخدام العنف ضده وتعتبره كائنا منعزلا عن العناصر الثقافية الأكثر تطورا ولا تنظر إليه باعتباره موضوعها الذي ينبغي أن تعنى بتهذيب سلوكه وتكوين خلقه والتركيز على تمكينه من تعلم وسائل التفاعل السليم مع خبرات حياته اليومية ومواجهة ما يعترضه من مشاكل وعقبات وفق مهارات ذات أصول تعكس ثقافة مجتمعه وتحقق أهدافه المرغوبة، وهذا مثال لا نريد ولا نتمى حدوثه في الكويت خاصة بعد أن أصبحت كلية الشريعة مصدرا للافتاء بدلا من وزارة الأوقاف وهو الشيء الذي لا أشعر بالرضا عنه في ظل الفتاوى المتشددة ضد المرأة التي صدرت عن عميدها الحالي ومواقف بعض أساتذتها من أصحاب التوجهات السياسية.. الى جانب قبول خريجي الشريعة للعمل كمحققين وعليه تعود كلية الشريعة مع كلية الحقوق وهذا الوضع الأصح وهو دمج الشريعة بالحقوق، ولا نستطيع أن نغفل عن كم الأخطاء التي كان ينبغي أن يتم تعديلها بالمناهج التربوية دون ضغط من أحد لأن التفكير بالكيفية التي يمكن من خلالها نقل أكبر قدر ممكن من عناصر الثقافة الصحيحة في أقل قدر ممكن من الوقت هو محور بناء الانسان الكويتي الذي يعد أصل مسؤولية وزارة التربية..يا وزيرة التربية. اللهم اجعله خيرا: أبدي انبهاري باسلوب الفنان المتميز محمد المنصور الذي لا يستطيع أحد أن يوقعه في مطبات ومنحنيات وعرة على الهواء مباشرة أثناء تقديمه برنامج توالليل الذي نستطيع أن نرى فيه كل ما تصبو اليه أنفسنا على تلفزيون الوطن، وأحرص على تهنئة العلامة الديني الجليل الذي يلازم واقع الحياة ويساعدنا على تفهمنا لأحداثها بصورة متقاربة مع تعاليم الاسلام الشيخ محمد العوضي لنجاح برنامجه الشهير قذائف، وأوصي الكاتب الكبير والشاعر ذا الكلمة التي تجذب الأخرين لما يقول مبارك بن شافي الهاجري بمواصلة مساعيه في تدوين أشعاره ونشرها كقصيدته يا بلدنا وأيضا كتابة الروايات ذات الامكانية اللغوية التي تتيح استخدام الرمز في تناول الأفكار المبتكرة كحديث الترللي. أتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة لمعالي وزير الصحة السابق الذي يمتلك خبرة وذكاء وكفاءة في ميادين العمل الشيخ أحمد العبدالله الصباح، والزميل رئيس تحرير جريدة الوطن، الذي يسير بخطى مهنية تدل على وضوح الرؤية الاعلامية والفكر الراجح الذي يتضمن اسساً ومبادئ قويمة الشيخ خليفة العلي الصباح في وفاة المغفور لها الشيخة صبيحة العبدالله الصباح، واتوجه للفنانة ذات الطاقة الابداعية الهائلة حياة الفهد ببالغ التعازي في وفاة المغفور لها شقيقتها. و»إنا لله وإنا اليه راجعون«.



http://www.moe.edu.kw/moe_news/webform2.aspx