bodalal
01-02-2008, 09:06 PM
كتب السياب قصيدة بعنوان " من رؤيا فوكاي " ، وفوكاي هذا كاتب في البعثة اليسوعية إلى هيروشيما ، جُنّ وذهل من هول ما رأى من دمار وخراب فيها بعد ضربها بالقنبلة الذرية عام 1945 ، وصعقته مشاهد الألم في وجوه الناس هناك وعذاباتهم ؛ فأوحى ذلك للسياب أن يصور ذلك العذاب ولكن على طريقته هو ، فكتب هذه القصيدة وقد استعان فيها بأسطورة صينية قديمة ترمز للألم والبؤس الناتج عن الطغيان بصورة عامة ، وكأنه لا يريد أن يقف عند حافة هذا الحدث الجلل فحسب ، وإنما يريد أن يتجاوزه للحديث عن " الطغيان " ذاته ومدى تأثيره في البشر ، وامتداد آثاره عبر الزمان ، وهذا ما يتجلى في رمز أصوات " الناقوس " التي ظل صداها يتردد ، ليحكي قصة شقاء فتاة عذراء ، ضحت بحياتها من أجل حماية والدها من طغيان الحاكم :
من رؤيا فوكاي ( * )
هياي .. كونغاي ، كونغاي
ما زال ناقوسُ أبيكِ يُقلِقُ المساءْ
بأفجع الرثاءْ :
" هياي .. كونغاي ، كونغايْ "
فيُفزعُ الصغارُ في الدروبْ
وتخفق القلوبْ
وتُغلقُ الدُّور ببكينَ وشنغهايْ
من رجعْ : كونغاي ، كونغايْ !
فلتُحرقي وطفلكِ الوليدْ
ليُجمعَ الحديد بالحديدْ
والفحمَ والنحاسَ بالنّظار
والعالم القديمَ بالجديدْ
آلهةَ الحديدِ والنحاس والدّمار
أبوكِ رائدُ المحيط ، نامَ في القرار :
من مقلتيه لؤلؤٌ يبيعه التجار
وحظّكِ الدُّموع والمحار
وعاصفٍ عاتٍ من الرصاصِ والحديدْ
وذلك المجلجلُ المُرنُّ من بعيدْ :
لمن ، لمن يدق : " كونغاي ، كونغاي " ؟
===========================
( * ) تحدثنا إحدى الأساطير الصينية عن ملك أراد ناقوساً ضخماً يصنع من الذهب ، والحديد ، والفضة ، والنحاس . وكلف أحد الحكام بصنعه . ولكن المعادن المختلفة أبت أن تتحد ، واستشارت كونغاي – وهي ابنة ذلك الحاكم – العرافين بالأمر فأنبأوها بأن المعادن لن تتحد ما لم تمتزج بدماء فتاة عذراء .. وهكذا ألقت كونغاي بنفسها في القدر الضخمة التي تصهر فيها المعادن ... فكان الناقوس .. وظل صدى كونغاي يتردد منه كلما دق : " هياي .. كونغاي ، كونغاي " .
.
من رؤيا فوكاي ( * )
هياي .. كونغاي ، كونغاي
ما زال ناقوسُ أبيكِ يُقلِقُ المساءْ
بأفجع الرثاءْ :
" هياي .. كونغاي ، كونغايْ "
فيُفزعُ الصغارُ في الدروبْ
وتخفق القلوبْ
وتُغلقُ الدُّور ببكينَ وشنغهايْ
من رجعْ : كونغاي ، كونغايْ !
فلتُحرقي وطفلكِ الوليدْ
ليُجمعَ الحديد بالحديدْ
والفحمَ والنحاسَ بالنّظار
والعالم القديمَ بالجديدْ
آلهةَ الحديدِ والنحاس والدّمار
أبوكِ رائدُ المحيط ، نامَ في القرار :
من مقلتيه لؤلؤٌ يبيعه التجار
وحظّكِ الدُّموع والمحار
وعاصفٍ عاتٍ من الرصاصِ والحديدْ
وذلك المجلجلُ المُرنُّ من بعيدْ :
لمن ، لمن يدق : " كونغاي ، كونغاي " ؟
===========================
( * ) تحدثنا إحدى الأساطير الصينية عن ملك أراد ناقوساً ضخماً يصنع من الذهب ، والحديد ، والفضة ، والنحاس . وكلف أحد الحكام بصنعه . ولكن المعادن المختلفة أبت أن تتحد ، واستشارت كونغاي – وهي ابنة ذلك الحاكم – العرافين بالأمر فأنبأوها بأن المعادن لن تتحد ما لم تمتزج بدماء فتاة عذراء .. وهكذا ألقت كونغاي بنفسها في القدر الضخمة التي تصهر فيها المعادن ... فكان الناقوس .. وظل صدى كونغاي يتردد منه كلما دق : " هياي .. كونغاي ، كونغاي " .
.