Editor
12-31-2007, 02:47 AM
أشيعوا روح التربية
كتب:د. خالد أحمد الصالح
في زمن ما اتخذ قرار سليم مئة بالمئة بالغاء كلمة التعليم عن وزارة التربية والتعليم فأصبح اسمها وزارة التربية،هذا القرار لم يكن عشوائيا بل كان نتيجة لاحساس عام بأن التربية هي الأصل في كل شيء وبدونها يفقد الانسان ويفقد المجتمع كل شيء.
من هذا المنطلق لا يعجبني ما اراه على الساحة من انتقاد بشكل عام على وزيرة التربية لسبب مهم هو أنها تقود أهم مؤسسة في دولة الكويت وهي التربية التي نعتمد عليها في انشاء جيل قادر على ادارة البلد بالاخلاق أولا وبالعلم ثانيا، ربما يقع أي انسان في الخطأ ومن حق أعضاء المجلس التشريعي أن يستخدموا جميع أدواتهم الدستورية لتصحيح الخطأ ولكن يجب أن يرتق مفهوم التصحيح أمام مفهوم المواجهة، فالمصلحون يواجهون رئيسة النظام التربوي ويجب ان يضربوا ـأقصد المصلحينـ المثل الأكبر في الاسلوب التربوي لمواجهة المسؤولة الأولى عن التربية في الكويت.
كنت أتمنى أن يمتنع السادة النواب عن التصريح بهذا الشأن فالقضايا التربوية مثلها مثل القضايا القانونية يجب أن تراعى فيها أقصى أساليب الحكمة.
لا انسان فوق المساءلة وأيضا لا يوجد انسان معصوم من الخطأ، وبين هذين هناك آلاف من الطلبة ينتظرون كيف يتعامل أعضاء مجلس الأمة مع قائدة الصرح التربوي ليبنوا قناعاتهم المستقبلية حول مفهوم التربية، فإذا ارتقينا بنقاشاتنا وتخاطبنا بأدب وارتفعنا بأنفسنا إلى المسؤوليات التي نراها امامنا وفي أعين ابنائنا وبناتنا سوف ندرك مدى أهمية ان يرتق الحوار بين السادة نواب المجلس وبين وزيرة التربية سواء كان هذا الحوار ما هو دائر الان أو ما سوف يكون إذا ما تم الاستجواب، نريد من أعضاء مجلسنا النيابي ومن معالي وزيرة التربية أن يغتنموا هذه الفرصة ليشيعوا روح التربية بين طبقات المجتمع ويبينوا للجميع أن للخلاف آدابا مثل ما للاتفاق آداب واننا نحتاج اليوم إلى آداب الخلاف أكثر مما نحتاج إلى آداب الاتفاق.
لو احسنا ادارة النقاش في هذه المرحلة فسوف لن نترك ندوبا للعملية التربوية يصعب علاجها وسوف لن تخرج لنا اجيال مستقبلية لا يؤمنون بالحوار الهادف ولا يحترمون القانون ولا يقدرون مشاعر الناس.
إن التربية حقيقة عملية يجب أن تمارس وليست اقاويل ولا شعارات واليوم سينظر المجتمع الكويتي كله إلى ممارسة التربية فإذا نجحنا في تلك الممارسة سيقدم مجلس الأمة والحكومة مثالا حيا للتربية، ستكون نتائجه ايجابية لصالح الجميع، أما إذا فشلنا فسوف تكون النتائج مدمرة نسأل الله أن يجنبنا اياها.
kalsalehdr@hotmail.com
كتب:د. خالد أحمد الصالح
في زمن ما اتخذ قرار سليم مئة بالمئة بالغاء كلمة التعليم عن وزارة التربية والتعليم فأصبح اسمها وزارة التربية،هذا القرار لم يكن عشوائيا بل كان نتيجة لاحساس عام بأن التربية هي الأصل في كل شيء وبدونها يفقد الانسان ويفقد المجتمع كل شيء.
من هذا المنطلق لا يعجبني ما اراه على الساحة من انتقاد بشكل عام على وزيرة التربية لسبب مهم هو أنها تقود أهم مؤسسة في دولة الكويت وهي التربية التي نعتمد عليها في انشاء جيل قادر على ادارة البلد بالاخلاق أولا وبالعلم ثانيا، ربما يقع أي انسان في الخطأ ومن حق أعضاء المجلس التشريعي أن يستخدموا جميع أدواتهم الدستورية لتصحيح الخطأ ولكن يجب أن يرتق مفهوم التصحيح أمام مفهوم المواجهة، فالمصلحون يواجهون رئيسة النظام التربوي ويجب ان يضربوا ـأقصد المصلحينـ المثل الأكبر في الاسلوب التربوي لمواجهة المسؤولة الأولى عن التربية في الكويت.
كنت أتمنى أن يمتنع السادة النواب عن التصريح بهذا الشأن فالقضايا التربوية مثلها مثل القضايا القانونية يجب أن تراعى فيها أقصى أساليب الحكمة.
لا انسان فوق المساءلة وأيضا لا يوجد انسان معصوم من الخطأ، وبين هذين هناك آلاف من الطلبة ينتظرون كيف يتعامل أعضاء مجلس الأمة مع قائدة الصرح التربوي ليبنوا قناعاتهم المستقبلية حول مفهوم التربية، فإذا ارتقينا بنقاشاتنا وتخاطبنا بأدب وارتفعنا بأنفسنا إلى المسؤوليات التي نراها امامنا وفي أعين ابنائنا وبناتنا سوف ندرك مدى أهمية ان يرتق الحوار بين السادة نواب المجلس وبين وزيرة التربية سواء كان هذا الحوار ما هو دائر الان أو ما سوف يكون إذا ما تم الاستجواب، نريد من أعضاء مجلسنا النيابي ومن معالي وزيرة التربية أن يغتنموا هذه الفرصة ليشيعوا روح التربية بين طبقات المجتمع ويبينوا للجميع أن للخلاف آدابا مثل ما للاتفاق آداب واننا نحتاج اليوم إلى آداب الخلاف أكثر مما نحتاج إلى آداب الاتفاق.
لو احسنا ادارة النقاش في هذه المرحلة فسوف لن نترك ندوبا للعملية التربوية يصعب علاجها وسوف لن تخرج لنا اجيال مستقبلية لا يؤمنون بالحوار الهادف ولا يحترمون القانون ولا يقدرون مشاعر الناس.
إن التربية حقيقة عملية يجب أن تمارس وليست اقاويل ولا شعارات واليوم سينظر المجتمع الكويتي كله إلى ممارسة التربية فإذا نجحنا في تلك الممارسة سيقدم مجلس الأمة والحكومة مثالا حيا للتربية، ستكون نتائجه ايجابية لصالح الجميع، أما إذا فشلنا فسوف تكون النتائج مدمرة نسأل الله أن يجنبنا اياها.
kalsalehdr@hotmail.com